العدد 4447
الخميس 17 ديسمبر 2020
banner
تنمية ثقافة التطوع
الخميس 17 ديسمبر 2020

الحملات التي تطلقها الجمعيات الخيرية في مملكة البحرين لإنقاذ المرضى والتخفيف مما يكابدونه من آلام وظروف اقتصادية صعبة، تبرهن بشكل لا يقبل الشك ما يتمتع به الشعب البحريني من أصالة وحب لا حدود له للعمل الإنساني، وتؤكد في ذات الوقت أنّ التكاتف والتلاحم سمة متجذرة في بنية المجتمع وهي ليست طارئة أو وليدة اليوم، بل إنها ضاربة بجذورها منذ عشرات السنين.


ففي الأعوام الفائتة أطلقت الجمعيات الخيرية حملات إنسانية لانتشال عدد من المرضى شاءت أقدارهم أن يقعوا ضحية أمراض فتاكة، ولم يكن مستغربا أنّ جميع تلك النداءات لجمع تكاليف العلاجات وجدت الاستجابات السريعة رغم أنّ المبالغ تناهز آلاف الدنانير، وتكللت الجهود بالشفاء وعودة الكثير من المرضى، وبالطبع فإنّ وفرة الخيارات الإلكترونية التي أتاحها عالم التكنولوجيا وتماشيا مع التوجيهات والإجراءات الوقائية للحد من الجائحة، أسهمت في سرعة توفير المساعدات، فأغلبية المرضى تثقل كاهلهم نفقات العلاج وليس بوسعهم تحملها.


إن الخطوة التي أقدمت عليها الجمعيات الخيرية كانت انطلاقا من إيمانها بتمكين أفراد المجتمع وتعزيز الدور الاجتماعي، كما أنّ حملات التبرع بالدم خلال المواسم الدينية بالتعاون مع بنك الدم المركزي بمستشفى السلمانية شكلت خطوة إنسانية، والجمعيات الخيرية دأبت على تنظيمها بشكل سنوي، ما عزز ثقافة التبرع لدى كل مجتمعنا وأمكن توفير مخزون كاف من الدم وإنقاذ أعداد من المرضى، وكان موضع إشادة من وزارة الصحة.


عطاء الجمعيات والصناديق لم يتوقف رغم مواردها المحدودة، فمساهماتها منذ تأسيسها ركزت على انتشال الأسر من ظروفها بالغة الصعوبة والفئات الأكثر احتياجا لتأمين الحياة الكريمة لها، كم نتمنى لو اتسعت أدوار الجمعيات الخيرية إلى آفاق أكبر ونعني ألا تكتفي تلك الجمعيات بتقديم الدعم المادي فقط رغم أهميته البالغة ليشمل الأمر وضع الخطط الهادفة إلى تحويل الأسر التي تتلقى المساعدات إلى أسر منتجة ويتم هذا من خلال تأهيل أفرادها وتدريبهم على ممارسة أنشطة تمثل مصدر دخل دائم لهم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .