العدد 4436
الأحد 06 ديسمبر 2020
banner
الفرسان يتساقطون
الأحد 06 ديسمبر 2020

الأسبوع الماضي، كان كئيباً للجسمين الصحافي والإعلامي بامتياز، سبعة أيام مٌحزنة، مرت علينا بثقل وألم ووجع، مع رحيل ثلاثة من زملاء المهنة الأعزاء، بسبب مرض السرطان.


أولهم الزميلة المبتسمة جداً سناء صقر، الإعلامية المخضرمة والأم الفاضلة، والتي لم يعرفها أحد إلا وأحبها، لأخلاقها، ومهنيتها، واهتمامها الصادق والعفوي بالآخرين. الزميل الثاني، هو الإعلامي الخلوق فاروق عبدالجليل البي الذي كنت أتتبع بحزن أخبار جولاته العلاجية من حساب أخيه يوسف بتطبيق “الإنستغرام” وكانت تعجبني بهذا الكاتب الجميل شجاعته الملحوظة وهدوؤه، وصبره على المرض الخبيث، وعدم انشغاله بالآخرين، بل لأجلهم.


الزميل الثالث وهو أخي وصديقي العزيز سيد أحمد مسعود، مراسل وكالة الصحافة العربية، والمعلم الفاضل الذي درس وربى بمدارس البحرين لأكثر من 30 سنة، والذي كان أيضاً أحد رواد المجالس الأهلية والمؤسسات الثقافية، والنشطاء الاجتماعيين والخيريين، مع المواطنين والمقيمين، وأبناء الجالية المصرية الكريمة.


سيد كان ملهما للآخرين، ليس بدماثة الخلق، والمهنية الإعلامية فحسب، بل بمحبته الكبرى لتقديم العون والمساعدة و”الفزعة” المستمرة، مهما صعبت الأمور وتعقدت، وهي صفات عرفتها به، منذ اللقاء الأول وحتى رحيله المباغت والمؤلم قبل أيام.


وما بين رحيل هذا الصديق، وذاك الزميل، نستذكر بمحبة واحترام بالغين، إرثهم الإعلامي والصحافي والكتابي النظيف، إرثهم البعيد عن الملاسنات وخدش الآخرين وتجريحهم، هذه هي البدايات الصادقة والنهايات أيضاً، والإرث الذي نسعى إليه، يستذكرنا به الآخرون بكل محبة وخير ووفاء، ويفاخر به أبناؤنا مع غيرهم باعتداد وزهو ومجد، رحم الله زملاءنا المتوفين سناء وفاروق وسيد مسعود، وغفر لهم، ورزقهم الفردوس الأعلى، إنه سميع مجيب الدعوات.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .