+A
A-

بالصورة: فتاة تروي قصتها لـ "البلاد": أمي تخلت عني ولا أعرف والدي منذ 19 عاما

"لو تموتين.. ما أطلع لك جواز ولا بطاقة".. تلك كانت العبارة الصاعقة للفتاة التي تبلغ من العمر 18 عامًا في آخر اتصال بينها وبين والدتها قبل قرابة عام مضى، وتبلغ المشكلة أقصاها بالنسبة للفتاة التي لا تعرف والدها وتخلت عنها والدتها بعد ولادتها، أنها لا تعرف لوالدتها عنوان إقامة "ثابت" أو رقم اتصال "ثابت"، ففي كل مرة تغير عنوانها ورقم اتصالها.
ولكن، ما هي قصة الفتاة البحرينية التي عاشت 18 عامًا بكل قسوة بسبب حرمانها من حقوقها وهي تنتظر ربيعها التاسع عشر بأمل ورجاء لأن تنتهي معاناتها القاسية؟ حكت الفتاة للـ"البلاد" قصتها الغريبة لأنها عاشت بلا والدين ولا هوية ولا طمأنينة سوى دفء خالتها التي توفيت في العام 2010 وتولت تربيتها مع بناتها بعد أن تخلت عنها والدتها واختفت عن الأنظار، فالفتاة المولودة بتاريخ 2 أكتوبر 2002، عاشت في كنف خالتها المرحومة، وتقول إبنة خالتها :"عاشت معنا منذ ولادتها، وكنا نظنها "شقيقتنا"! إلا أن الحقيقة المفاجئة هي أن والدتي رحمها الله، وقبل موتها، أبلغتنا بالحقيقة :"هي ليست أختكم.. إنها ابنة خالتكم.. وأنا توليت تربيتها بعد أن تخلت عنها والدتها".
لم تدخل الفتاة الروضة ولا المدرسة فهي لا تملك سوى شهادة ميلاد! وطوال السنوات الماضية، كيف تتصرف حين تحتاج للعلاج الطبي مثلًا؟ تقول :"استخدم الرقم السكاني المدون في شهادة ميلادي عند الحاجة إلى العلاج، لكنني أتعرض إلى الكثير من المواقف الصعبة.. فعلى سبيل المثال، حين أجريت فحص "كورونا"، كان علي أن أبرز بطاقتي الشخصية، ولأنني لا أملك، استخدمت الرقم الشخصي المدون في شهادة الميلاد، واضطررت للقول بأن بطاقتي مفقودة".
تعلمت الفتاة القراءة والكتابة، والفضل في ذلك يعود إلى بنات خالتها اللواتي تولين تعليمها في المنزل، وهي تتمنى اليوم أن تواصل تعليمها، وتحصل على رخصة قيادة وتعيش حياتها بشكل طبيعي، بعد أن "تثبت هويتها"، وفي هذه النقطة تحديدًا، تحركت أسرتها مع إحدى المحاميات لرفع دعوى في المحكمة المختصة من أجل السير في إجراءات حصول الفتاة على جواز السفر وبطاقة الهوية.