+A
A-

نور تروي قصة تحدي الإعاقة: زرعتُ القوقعة وتخرجت وأعمل في "بابكو"

نور الهدى شابة بحرينية تبلغ من العمر 23 عاما، لديها اعاقة سمعية ولكنها رغم ذلك حملت من العزيمة والتحدي نهجا لتخطو عليه، هي خريجة بكالوريوس ادارة أعمال وتعمل في "بابكو"، كما أنها لاعبة كرة سلة وقدم ، حصلت على  لقب أفضل حارسة مرمى لسنة 2019 في دوري الشيخ ناصر بن حمد للجامعات ، وهي ناشطة على مواقع التواصل الإجتماعي.

أنام كثيرا

كيف عرفت والدتك بالإعاقة التي لديك؟ وكيف استطاعت التغلب على صدمتها ؟

لم تكن تعلم في بداية الأشهر الثلاث من ولادتي بأنني مصابة بإعاقة سمعية حيث أنني كنت أنام كثيرا، وبعدها بدأ القلق يجتاح قلبها لأنني لم أتلفظ بأي حرف أو كلمة فقررت عرضي على دكتور لفحصي رغم معارضة الأهل بذلك، حيث كان عذرهم بأنني صغيرة بالسن وهذا شيئ طبيعي، ولكن بعد بلوغي السبعة أشهر عرضتني على طبيب، فأخبرها بأن حالتي ميؤوس منها و يجب عليها أن تفكر بإنجاب طفل آخر بسبب الإعاقة التي لدي وهنا كانت صدمتها الكبرى.

سماعة طبية

كيف كانت مرحلة العلاج في بداية الأمر وما هي الصعوبات التي واجهتك ؟

في الشهر السابع تم اكتشاف إصابتي بالإعاقة السمعية، وبعدها  تم وضع سماعة طبية  لي في عمر التسعة شهور والتي كانت تعيق حركتي لأنها عبارة عن أسلاك، وعندما  وصلت لعمر السنه والنصف تم اكتشاف أن السماعات التي كنت أرتديها لا تعمل ولهذا تأخر نطقي بشكل أكبر.

تعلمت وتخرجت

حدثيني عن مراحلك الدراسية وكيف كانت؟

بداية رفضت والدتي ادخالي مركز شيخان الذي هو متكفل برعاية الصم و البكم وتدريسهم بلغة الإشارة، وكانت رافضة تماما بأن تراني مختلفة عن البقية، وذهبت محاولة ادخالي في المدارس الحكومية، حيث أنها  لاقت رفضا في بداية الأمر لأنه من الصعب التعامل مع حالتي ولكن بعد عدة محاولات تم قبولي.

في بداية الأمر كنت ألاقي صعوبة في الإستيعاب إلا أن والدتي كانت تساعدني كثيرا بتلخيصها لجميع موادي وعرضها لي على طريقة صور وفيديوهات لتسهل علي فهم المواد.

واصلت التعليم في المدارس الحكومية وبعدها التحقت بجامعة العلوم التطبيقية وتخرجت بدرجة بكالوريوس ادارة أعمال.

زراعة القوقعة

هل كان للمجتمع دور في مساعدتك لتخطي الصعاب؟

نعم بالتأكيد فقد كان له تأثير كبير وهام في مساعدتي ،وإنني  أدين للمجتمع ككل من صغيره إلى كبيره فبفضل الله ومن ثم بفضلهم استطعت أن أجمع من خلال تبرعاتهم  نصف تكلفة عمليتي لأقوم  بزراعة القوقعة والتي كانت بصيص أمل وعون لي في التخلص من السماعات والأسلاك كما أدين لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة لإكماله النصف المتبقي من تكلفة العملية.

أمي سر قوتي

حياتك كانت مليئة بالمصاعب والعقبات فمن كان الداعم الأكبر لك لتخطيها ؟

أمي كانت هي الداعم الأكبر لي فبفضلها لم أكن أستطع أن أصل إلى هذا الحال الذي أنا عليه الآن، فقد كرست كل حياتها لي من أجل مساعدتي في تخطي العديد من العقبات التي كانت تواجهني بسبب اعاقتي السمعية حيث أنها ركزت اهتمامها علي أكثر من أخوتي الذين يصغرونني سنا، كما أنها حاربت بأن لاتجعلني مختلفة عن المجتمع من خلال ادخالي في مدارس حكومية ورفضها بإدخالي المراكز المختصة بتعليم لغة الإشارة الخاصة بالصم والبكم، ودائما كانت تزرع فيني القوة والثقة لمواجهة تحديات الحياة، كما أنني لا أستطيع نكران فضلها علي بأنها هي التي نشرت قصتي للمجتمع لمساعدتي في جمع التبرعات لتسديد تكلفة عملية زراعة القوقعة لي.

ناشطة بالتواصل

نور أنت شخصية مفعمة بالإنجازات فما هي الإنجازات التي افتخرت بتحقيقها ؟

أفتخر بأنني كرمت كأفضل حارسة مرمى في دوري الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة للجامعات، كما اتبعت شغفي وأصبحت ناشطة على مواقع التواصل الإجتماعي و بفضل الله أصبح مصدر رزق اضافي لي حيث أصبحت تأتيني العديد من الإعلانات لعملها.

عملي كتابي

نور لديك صعوبة في النطق والتحدث فهل تواجهين عوائق في عملك أو في شرح ماتريدينه للمحيطين بك أو للآخرين؟ وهل هذا يؤثر عليك بشكل نفسي ؟

كنت اتأثر بهذا قبل سنوات وكان يترك أثر سلبي علي وكنت أرى نفسي مختلفة عن الجميع لأني لا أستطيع القيام بأبسط الأشياء التي يقومون بها كالطلب من مطعم مثلا ، ولكن الآن أصبحت أتقبل الإعاقة التي لدي كأنها ميزة لا توجد لدى غيري وأراها تحدي، وبالنسبة لعملي فأغلبه يقوم على الكتابة فلا أجد صعوبة في ذلك حتى عندما أريد طلب شيئ ويصعب على المحيطين بي أو الآخرين فهمي أقوم بكتابة ما أريده على الهاتف.

تشجيع زوجي

كيف توفقين بين حياتك الزوجية وعملك وممارسة اهتماماتك؟

طبعا مع تنظيم الوقت وإعطاء كل ذي حق حقه يسهل كل شيء وبإمكان الإنسان أن يفعل ما يريده اذا استطاع تقسيم وقته على حسب اهتماماته وأولوياته، وبالنسبه لحياتي الزوجية فأنا وزوجي نقف بجانب بعض ونشجع  بعضنا دائما وخصوصا أننا نتشارك في نفس الإهتمامات والميول.

قدوة

بعد كل الإنجازات التي حقتتها ورغم العقبات التي واجهتك، فماهو هدفك الأكبر الذي تطمحين في الوصول إليه؟

أطمح في أن أكون قدوة إنسانية وملهمة للشباب والأطفال وأن تكون لي نجاحات شخصية في دراستي ووظيفتي، أما بالنسبة لطموحي الأكبر فهو رد الدين للمجتمع الذي لاأستطيع نكران مساعدته لي وأن أرفع راية وطني البحرين الحبيب.

لا مستحيل

رسالة مفعمة بالأمل تودين توجيهها للمجتمع؟

لا يوجد شيء اسمه مستحيل، يجب على الجميع السعي وراء حلمه لتحقيقه حتى لو فشل في بادئ الأمر أو حكمت عليه بعض العقبات، فأنا استطعت تحقيق أحلامي في أن أكون لاعبة كرة سلة وقدم و أن أصبح ناشطة اجتماعية وأحقق الشهرة على الرغم من اعاقتي السمعية وصعوبة النطق لدي.