+A
A-

هيئة الثقافة تنظم جلسة نقاشية تستكشف فيها آفاق الفنون الإسلامية

نظمت هيئة البحرين للثقافة والآثار عبر تقنية الاتصال المرئي جلسة نقاشية بعنوان "آراء حول الفن الإسلامي"، ضمن احتفائها باليوم العالمي للفن الإسلامي، استضافت فيها كلا من الدكتورة هبة نايل بركات رئيس شؤون قسم التقييم الفني بمتحف الفن الإسلامي في ماليزيا، الدكتورة آلريكا الخميس القائمة بأعمال مدير عام متحف الأغا خان من كندا، وسيف الرشيدي المدير العام لمؤسسة "بركات" من المملكة المتحدة.

وناقشت الجلسة الفن الإسلامي كونه أسلوبا ذا وجوه متعددة وكونه عبارة عن تراكم يمتد على مدار 1400 عام مضت من التاريخ والتنوع الجغرافي المبهر.
وفي بداية الندوة، قالت الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة مدير عام الثقافة والفنون بهيئة البحرين للثقافة والآثار: "الفن الإسلامي الذي يروي حكاية حضارة امتدت لمختلف بقاع الأرض، نحتفي به في هذا اليوم الذي أقرته منظمة اليونسكو وبادرت بمقترحه مملكة البحرين حين كانت المحرق عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2018م"، وأضافت: "هذا اليوم كان حلما راود معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة الهيئة، وتحول إلى واقع مع إقراره ليكون منبرا ينقل رسالة الفن الإسلامي ونستعيد به أجمل ما تمتلكه الحضارة الإسلامية من فنون متنوعة وحية ما زال تأثيرها قائما حتى اليوم".  

وأشارت إلى أن غنى الفن الإسلامي ما زال يلهم شباب اليوم والصناعات الحرفية والتقليدية، مؤكدة أن هذه الندوة التي تقام عن بعد رغم الظروف تأتي من أجل إثراء الحوار والتواصل حول غنى وجمال العالم الإسلامي وفنونه وحضاراته.
وقالت الدكتورة آلريكا الخميس إن الفن الإسلامي يتم تعريفه حاليا بمنهجية أكاديمية تركز بشكل أكبر على جانبه المادي، مضيفة أن إنتاجات هذا الفن المتنوع لها جوانب غير مادية يجب إلقاء الضوء عليها. وأوضحت أن الكثير من القطع الفنية الإسلامية لها امتداد تاريخي حيث كانت تعتبر حرفا في زمانها ومستمرة حتى الآن، وأن اعتبارها قطعا فنية مجردة لا يعطيها القدر المناسب من الاهتمام. وأشارت إلى أن تعريف الفن الإسلامي لدى المجتمعات المسلمة يختلف عن الطريقة التي يراها فيها غيرهم من حول العالم، فهي تراه بكافة جوانبه المادية والروحية والمعنوية. 

 وحول عمل متحف الأغا خان في كندا، قالت الدكتورة الخميس إن المتحف يسعى إلى تعزيز قيم التعايش والتبادل الثقافي غير عروضه الدائمة ومعارضه المؤقتة وتفاعله مع تيارات الفنون الحديثة. وقالت إن المتحف يضم 1200 قطعة متنوعة يعود بعضها إلى القرن السابع الميلادي وقطعا فنية مميزة من زجاج وسيراميك ومعدن وغيرها من المواد.

من جانبها، أشارت الدكتورة هبة بركات إلى أن فهمنا للفن الإسلامي يجب أن يشمل جوانبه المادية وغير المادية، قائلة إن هذا الفن يمكن النظر إليه من زوايا مختلفة بحسب مكان وتاريخ إنشائه. وأوضحت أن متحف الفن الإسلامي في ماليزيا والذي يعد أكبر متحف إسلامي في جنوب شرق آسيا يضم أكبر مجموعة من القطع الفنية في تلك المنطقة ويعمل على الترويج للفن الإسلامي في جنوب شرق آسيا والعالم. وقالت إن المتحف يضم معارض دائمة ومؤقتة وقاعات لعروض الفن الإسلامي غير المادي، كعروض الدمى التراثية المعروفة، مضيفة أن المتحف يركز حاليا أكثر على الفن الإسلامي الحديث لقدرته على تعزيز التبادل الحضاري ما بين الثقافات.

أما السيد سيف الرشيدي، فقال إن مؤسسة بركات تأسست بهدف تطوير قدرات العاملين في حفظ التراث والفنون الإسلامية عبر تقديم المنح الدراسية والتدريب وتقديم دعم للمشاريع الحرفية، مؤكدا أن المؤسسة تؤمن بأهمية التعليم كوسيلة لتعزيز حفظ وصون التراث الإسلامي. وقال إن المؤسسة تشجع على حفظ التراث الفني الإسلامي مع التركيز حاليا على الحرف الإبداعية والصناعات التقليدية. 
يذكر أن هيئة البحرين للثقافة والآثار احتفت باليوم العالمي للفن الإسلامي عبر برنامج حافل تنوع ما بين افتتاح معارض في متحف البحرين الوطني ومركز الفنون وعروض أفلام في الساحة الخارجية لمتحف البحرين الوطني، إضافة إلى هذه الجلسة النقاشية، وهو احتفاء يتم لأول مرة بعد إقرار هذا اليوم من قبل المؤتمر العام لمنظمة اليونيسكو ليوافق 18 نوفمبر من كل عام، وهو قرار تم اتخاذه بناء على مبادرة مملكة البحرين.