+A
A-

علي ميرزا: أحيانا أسمي هذه الغرفة مختبرا

ذات يوم زرت مرسم الفنان علي حسين ميرزا برفقة صديقتي رباب، تحدثنا عن الرسم، المسرح، السينوغرافيا، فنون الفيديو، والتنصيبات، حقق هذا الشاب حضورا في الوسط الفني المحلي، تشكيلا ومسرحا بما يقدمه من أعمال فنية لاقت استحسان المهتمين والمتابعين وحصد جوائز ذات قيمة في هذين المجالين.. حول هذه التجربة دار هذا الحوار:

ماذا تعني لك اللوحة؟

اللوحة مساحة شاسعة للتعبير عن أفكاري وهواجسي، مساحة لتفريغ الشحنات الإيجابية والسلبية معا، حتى أثناء خروجي من إطار اللوحة ودخولي في عوالم أخرى كالتركيب والمسرح، يعيدني شغفي وحبي للون... للوحة وللإطار مرة أخرى، يمكن أن اعتبر أنها انعكاس لكل شيء علي، الجميل والقبيح، الأبيض والأسود والسيئ.

قل لي عن السينوغرافيا.. عن علاقة علي حسين الرسام بها، أي السينوغرافيا؟

السينوغرافيا هي من المحطات التي توقف عندها علي حسين عندما كان يبحث في مجالات الفن المختلفة. مررت في السابق على الأشغال اليدوية والخشبية وكذلك الخزف والتصوير، ولكن شاء القدر أن يكون المسرح هو تخصصي الأكاديمي لتعلقي به خلال فترة المدرسة الثانوية، وربما لأن الظروف لم تساعدني للحصول على رغبتي في أن أدرس الفن التشكيلي. السينوغرافيا فتحت لي عوالم أخرى وعرفتني بكثير من الحالات التي وظفتها بعد ذلك في اللوحة التشكيلية. فتشكيل فضاء العرض المسرحي لا يختلف كثيرا بالنسبة لي عن توزيع العناصر في اللوحة، فكلاهما لعب في المساحة، والأهم أن السينوغرافيا قادتني لبقعة التجريب في الفن المفاهيمي، فعلمت على الاستغناء عن جسد الممثل والاكتفاء بالحالة البصرية والفلسفية في المكان، فاعتبر نفسي عالقا بين عالمين، عالم السينوغرافيا والمسرح وعالم اللوحة المرسومة وصرت أجد نفسي في كثير من الأحيان أقف في المنتصف وهي المساحة التي قد تكون الفن المفاهيمي.

أين يجد علي حسين نفسه، في الرسم أم في المسرح؟

أجد نفسي عالقا بين العالمين الرسم والمسرح، ربما لذلك توجهت للخروج عن اللوحة في بعض الأعمال، ولكن أعتبر نفسي منشدا للوحة أكثر ربما؛ لأنها عمل فردي بامتياز، في حين أن العمل المسرحي فعل جماعي، فأنا ملتزم بنص مسرحي ومخرج وحركة ممثلين وفضاء محدد والأهم من ذلك يتمثل في محدودية الموارد لدينا هنا في الساحة المحلية، هذا يجعلك تصطدم في كثير من الأحيان بواقع "مرير" لا تسطيع التفكير بحرية مطلقة على الخشبة.

حدثني عن مرسمك وعن علاقتك به؟

كان شغلي الشاغل بعد تخرجي من المعهد العالي للفنون المسرحيّة بدولة الكويت/ قسم الديكور المسرحي أن يكون لي مكان خاص أمارس فيه الرسم. في البدء كانت لدي غرفة هيأتها لأن تكون مرسما بإمكانات بسيطة، كان ذلك العام 2010 وبعد سنتين بنى لي والدي مرسما في العلية (أعني سطح البيت) بجميع مرافقه وكان بمعزل عن البيت، أستطيع القول له خصوصية ما عملت على توسعته، فصار لي مرسم ألا وهو مرسمي الحالي، كنت أعتقد أنه من الأفضل أن يكون مرسم الفنان منفصلا عن سكنه أو مكان إقامته، لكن بعد أن اعتدته وألفته وجدت بأن الجميل أن يكون مرسمك أقرب مكان إليك ومنك. من هنا بدأت علاقتي بهذه الحجرة الصغيرة التي أسميها مرسما.

في تلك الغرفة التي تطل على بقايا حضارة تايلوس أجد أنها المكان الوحيد الذي أحقق فيه ذاتي حتى وأن لم أتمكن من الرسم، مجرد الدخول والجلوس في هذا المكان أشعر بالراحة والطمأنينة. الفترة القصيرة جدا التي قضيتها في هذا المكان كانت البذرة. نقطه الانطلاق والتأسيس لعلي حسين الحالي وربما المستقبلي، ولم لا؟

أفكر أحيانا أن أسمي هذه الغرفة مختبرا أو غرفة تجارب، إذ إن الكثير من نتاجي الفني بخلاف اللوحة المرسومة فقط، كالأعمال التركيبية والتجريبية نفذتها في هذا المكان.

سافرت كثيرا.. أي المحطات التي استوقفتك أكثر؟

تكاد تكون جل سفراتي فنية، الهاجس الأكبر أو المتعة الأكبر في أي رحلة هي زيارة المتاحف ودور العرض. لا تستهويني فكرة السفر لمجرد السياحة، أكثر المحطات التي لا تزال عالقة في ذهني هي رحلتي إلى الولايات المتحدة الأمريكية 2014 والتي كانت ضمن برنامج مع السفارة الأمريكية في البحرين فنّان ومصمّم مسرحيّ بحريني وُلِدعام 1987 ​