+A
A-

بيان عيد: نحن نخلق الحياة الأدبية فسحة من الحياة الأخرى

بيان عيد كاتبة بحرينية من مواليد سنة 1996، وهي خريجة بكالوريوس علاقات عامة من جامعة البحرين، وطوال فترة دراستها كانت تشارك في مسابقات القصص القصيرة وحازت على جوائز عديدة، وآخر مشاركاتها كانت لورشة التأليف التي نظمتها وزارة الشباب والرياضة في مدينة الشباب لعام 2019، وحازت روايتها " شراع الهوى " على المركز الأول.

كيف لجأتِ إلى عالم الكتابة؟ وما الدّوافع التي دفعتكِ للكتابة؟
لم تكُن بداية واضحة الملامح، من الصغر في المرحلة الابتدائية كنت أميل للتعبير والسرد والقراءة، كان كل شيء يمر أمامي يحفزني أن أعبر عنه على الورق، إضافةً لمشاركتي في المسابقات والأنشطة الأدبية والتي تخص اللغة العربية.. كنت أرى أوراق تعبيري على لائحة الصف وهذا ما جعلني أنتبه لموهبة الكتابة بشكل أكبر مع الأيام، ثم اتضحت أكثر حين اخترت للانضمام لورشات الإبداع التي يقدمها الأستاذ عبدالجبار آنذاك في المرحلة الثانوية، أما الدافع وراء الكتابة هو السؤال والشعور الذي يخطر عند كل مشهد ولحظة.

ما هي قراءتكِ للمشهد الثقافي في مملكة البحرين؟
البحرين بلد ثقافية في شتى المجالات، تملك أدمغة وأيدي محنكة ومبدعة، هناك بعض الثغرات التي تبقي هذه الأدمغة مغمورة، نحن نملك الكثير من المقومات الثقافية الأدبية ولكن نقتصر على الإشارة لها في الأغلب دون الأخذ بخطوات معهم والتنفيذ الذي يستدعي وجود جهات حاضنة للقلم البحريني، وتقديمهم للساحة الأدبية.

متى بدأتِ الكتابة؟
لا يمكنني تحديد عمر معين، أذكر أني أكتب الرسائل والوصف من الصف الأول ولم أتوقف عن الكتابة في فترة ما.

من الذي شجعك على خوض هذا المجال؟
كان قلمي هو المشجع الأول، ومعلمة اللغة العربية في المرحلة الإعدادية وأخواتي والأصدقاء الذين أشاركهم كتاباتي.. وكل القراء الذين شجعوني على الاستمرار.

ما هي طقوسكِ في الكتابة وطريقتك في جمع المصادر؟
لا أملك طقوس محددة، أحيانًا أكتب في البيت، وسط الناس، في مكان مزدحم، وأحيانًا في جو هادئ، أو مقهى، أحب الكتابة على الورق أولاً بشكل عشوائي وخط غير مفهوم..ومن طقوسي شرب ماء فاتر أو أي شراب ساخن، وأفضل قطع وقت الكتابة بقراءة كتاب والعودة من جديد..

كيف توفقين بين الحياة الأسرية والتأليف؟
لا بد من عزلة ومساحة خاصة خصوصًا لولادة الفكرة وتوليفها، لكن بالنسبة لي لا أنعزل حين كتابة النصوص أو الشعر لاعتيادي على كتابته في أي مكان، أما الرواية فهي تتطلب تخصيص وقت لأتمكن من إنجازها وفق المطلوب، خصوصاً بالابتعاد عن الهاتف..

ما اسم اول كتاب لكِ؟ ومتى تم اصداره؟
حتى تمطر، اسم كتابي الأول، وهو كتاب نصوص متنوعة حصيلة سنوات، لم أكتب النصوص في جلسة أو جلسات محددة في عام واحد بل هذا الكتاب كان مجموعة مني في مختلف الأعمار، به نصوص كتبتها في عام ٢٠٠٩ حتى ٢٠١٧، لهذا أجدني به باختلافاتي على مر المراحل، تم إصداره في ٢٠١٨ لدى دار ذات السلاسل-الكويت.

كيف كانت التجربة الأولى في إصدار أول  كتاب؟
التجربة الأولى دائمًا لها طعم مختلف، كانت تجربة تتخللها الكثير من المصاعب والمحاولات، تعلمت منها كثيرًا، من النجاح الذي لمسته ومن السلبيات التي واجهتها.

ما المشاكل التي واجهتيها فيما يتعلق بالكتابة والطبع والنشر؟
التواصل مع دور خارج المملكة لعدم توفر المساندة المحلية في موضوع النشر، خصوصًا أن أول تجربة نشر لي كنت طالبة جامعية حينها، فلم أواجه مشكلة في الكتابة فعليًا، أما من ناحية أخرى، الأمر يتطلب تواصل وخطوات للوصول إلى دار معينة بعد عملية البحث، وشروط قبول النشر وتفاصيل الطباعة.

اذكري لي البعض من الكتب التي اصدرتيها؟
أصدرت كتابين، كتاب " حتى تمطر" وهو مجموعة من النصوص والنثر الذي يلم مختلف الأفكار، ورواية "شراع الهوى" لهذا العام في دار شغف-الكويت، التي تدور أحداثها في المنامة وبحرها، وتسلط الضوء على مواضيع ومشكلات تتمثل في أفراد يتشابهون بقدر اختلافاتهم ومشكلاتهم.

كتابك ((شراع الهوى)) لماذا اخترتِ هذا العنوان ؟ وهل للعنوان تأثير في داخلك ؟
لأن شخصيات الرواية مرتبطين بالمنامة وأغاني الفنان خالد الشيخ.. وتفاصيل القصة المسرودة مرتبطة بكلمات أغانيه، و(شراع الهوى) اسم أغنية لخالد الشيخ، اخترتها لربطها بالبحر والهوى والمعنى التي تحمله الحكاية، وحبي للمعنى والصوت الذي يعكس دفء المنامة بقصصها..

ما تأثير كتاباتكِ على القارئ؟
لا يمكن تحديدي لمدى التأثير ككاتبة، لكني ألمس التأثير في ردود فعلهم من خلال تعليقاتهم ومشاركتهم آرائهم ومشاعرهم تجاه الكتاب أو النصوص التي أشاركها على صفحة الانستقرام.

هل ستتأثر قسوة النقد عليكِ ؟
كل كاتب بحاجة للنقد ليستمر بشكل أفضل، النقد البناء مرحب دائمًا، أما النقد الهادم والتعليق عديم الفائدة لا يؤخذ به بتاتًا.

ماذا عن حياة الكاتب الأدبية ؟
لا تختلف عن حياته بشكل عام، نحن نخلق الحياة الأدبية فسحة من الحياة الأخرى.

هل يتعامل الكاتب مع شكل معين للكتابة الأدبية؟
ربما لاشعوريًا يميل الكاتب لشكل معين يشبهه، ويجعل لقلمه روح يُعرف بها، ولكل منا قوالبه الأدبية التي ينساب بالكتابه بداخلها، ومن وجهة نظري، أرى أن الإطلاع والتجربة بمختلف الأشكال وأنواع الكتابة الأدبية يضيف لقلم الكاتب كثيرًا.

ما دور الواقع والخيال والبعد المرتجى في كتاباتك؟
الواقع هو نواة انطلاق فكرة الخيال، والخيال هو هروبٌ عائد للواقع، وكل نص هو توليف بين الاثنين.

هل يتأثر الكاتب بقضايا البيئة التي يعيش فيها؟
بالطبع، قضايا المجتمع المحيطة هي أكثر ما يستفز الكاتب للكتابة، ويتأثر في الطرح والفكر وعمق الإحساس، وحتى لون الكلمة وشكلها تتأثر بمحيط الفرد ومعيشته.

أين يتم نشر إبداعتكِ الكتابيّة إعلامياً؟
أنشرها على صفحاتي في مواقع التواصل الاجتماعي (الانستغرام) @bayaaneid كونها أصبحت صفحات هذا العصر والمكان الذي يلتقي فيه القارئ والغير قارئ.

هل من اصدارات قادمة ؟
أتأمل إلى ذلك، ولكن ليس بالقريب جدًا نظرًا لصدور روايتي في فترة "الكورونا" للتو.

هل تعتقدين بأن الكتابة تندرج تحت مسمى الهواية أم الموهبة؟
الجميع يمكنه أن يكتب ليعبر بطريقةٍ ما، لكن الموهبة هي أن تهوى الكتابة وتتقنها.. أعتقد أنها موهبة بشكل أكبر؛ لأن الذي يملكها لا يمكن أن يأطرها في وقت زمني كالهواية، والهواية تتغير مع مراحلنا العمرية أما الكتابة فهي سرٌ دائم يلتصق بنا طوال الوقت.

كلمة أخيرة للقراء نختتم بها هذا الحوار؟
مُمتنة على هذا الحوار، أقول للقراء: إقرأ لنفسك لا لتبعية الفوج، وابحث عن ذاتك بين الكتب.

وبهذه الكلمات الحازمة والنصائح الرائعة والمعاني الصادقة التي وجهتها بيان عيد ونصحت كل شخص يرغب حقاً في تطوير نفسه في مجالي الكتابة والأدب، وقالت؛ القراءة بشكل مستمر في مختلف المجالات والتصنيفات الأدبية، إضافة إلى ممارسة الكتابة سواء بشكل ذاتي أو عن طريق المشاركة في دورات تدريبية، على صعيد شخصي أنا أفضل الانخراط في الأعمال التطوعية في الجانب الكتابي والصحفي أو الإعلامي بشكل عام لتنيمة القدرات وتجنب خمولها.