دور رائد لسموه في حماية المجتمع من الأمراض
الهاجري لـ “البلاد”: الأمير الراحل الداعم الأول لانطلاق جمعية السكري
سيبقى الحزن معنا نحن العاملين في المنظومة الصحية والطبية من كوادر طبية وتمريضية بفقدان الراحل، صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، هذا ما عبرت عنه الوكيل المساعد للصحة العامة في وزارة الصحة مريم الهاجري في هذا المصاب الجلل.
وتقدمت الهاجري بأحر التعازي وخالص المواساة إلى عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وولي العهد رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولأبناء وأحفاد سمو الأمير الراحل، والعائلة المالكة الكريمة، وشعب مملكة البحرين الوفي.
وأضافت: إن لساننا وقلمنا يعجز عن وصف وكتابة مناقب وإنجازات سمو الأمير خليفة رحمه الله، فهو الإنسان الملهم الفذ، إنه القيادة والحكمة والحنكة، والمروءة والوفاء والعطاء، هو الخير والتواضع والطيب هو الكريم المحب القريب لشعبه الملبي لطلبه واحتياجاته، وهو المدرس الذي تعلمنا منه جميعا صغارا وكبارا هو الجامعة الشاملة في القيادة والإدارة والتربية والتعليم والشباب والصحة والاقتصاد والعمل والثقافة والبيئة والإعلام والتجارة والتشريع والدفاع والتنمية، وهو كان الإخلاص والتفاني في العمل، وهو الشخصية الفذة والنظرة الثاقبة، ولقد كرس حياته وجهده للوطن والمواطن الذي كان على سلم أولوياته ولرفعه اسم وشأن مملكة البحرين عاليا بكل المحافل الخليجيه والإقليمية والدولية.
وأردفت الهاجري: لقد أولى الأمير الراحل الصحة والعاملين في المجال الصحي جل اهتمامه إلى آخر يوم من عمره، فمساعيه وجهوده يشهد لها الجميع لرفعة شأن الصحة عاليا وبأعلى المستويات الإقليمية والدولية، مردفة ما قدمه سموه رحمه الله عليه من خدمات جليله لبناء الوطن ومن ونهضه وتنميه بكل المجالات والتي يشهدها الجميع ستبقي خالدة ومحفورة في ذاكرة وقلوب أبناء هذا الوطن، وستظل مناقبه وإنجازاته وآثاره حاضرة وظاهره للعيان، ونحن نقف إجلالا وإكبارا للمسيرة الحافلة التي قادها سموه طيب الله ثراه في جعل مملكة البحرين نموذجا يحتذى به على جميع الأصعدة عموما، والصحة خصوصا، وندعو الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهمنا الصبر والسلوان، وأن يصبر أبناءه وأحفاده وأسرته الكرام وأحبابه ويصبرنا جميعا على فراقه.
دعم جمعية السكري
وتابعت الهاجري، وهنا لابد أن نتذكر دور سموه في انطلاق جمعية السكري البحرينية برئاسة الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة، فالجمعية جاءت من رؤية سموه ودعمه، فسموه كان الداعم الأول لانطلاق الجمعية وظهورها للنور وممارسة عملها ورعايتها ورعاية برامجها وفعالياتها ومؤتمراتها، فسموه عمل على تعزيز التعاون بين الجهات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني؛ من أجل الوصول إلى أفضل الأساليب للتعامل مع مرض السكري وتوفير مستويات عالية من الرعاية للمرضى تمكنهم من التغلب على المرض والحفاظ على الأجيال القادمة من هذا المرض، وتركيز الجهود للتعريف بأنماط الحياة التي تسهم في تجنيب الإصابة بالأمراض المزمنة وتكثيف الحملات التوعوية التي تحد من انتشارها وبالأخص مرض السكر وآليات التعامل معه، وضرورة الاهتمام بالبحوث والدراسات التي تطرح آخر ما توصل اليه العلم الحديث في التعامل مع الأمراض المزمنة وعلاجها والوقاية منها، وتكثيف إقامة المؤتمرات التي تسلط الضوء على الأمراض الوراثية والمزمنة والإستراتيجيات اللازمة لعلاجها.
وعندما نتذكر دور سموه في الحفاظ على صحة المواطنين، فلابد هنا أن نشير إلى دوره الرائد في هذا الجانب في حماية المجتمع من الأمراض، فسموه من كلف المسؤولين في وزارة الصحة والمجلس الأعلى للصحة والمراكز البحثية بإعداد أول دراسة تحليلية متعمقة في البحرين والمنطقة عن واقع الأمراض المزمنة، وإعداد التوصيات اللازمة لخفض نسب الإصابة بها والحد منها، لقد كان الراحل يعمل من خلال منظومة، ومن خلال منظومة كاملة للارتقاء بالقطاع الصحي بالعديد من المبادرات والبرامج التي تهدف إلى تطوير وتكثيف برامج الرعاية الصحية الوقائية وترويج أنماط الحياة الصحية بين جميع فئات المجتمع، وهذا جعل البحرين تنجح في تحقيق جميع الأهداف الإنمائية للألفية المتعلقة بالصحة، بعد أن وافقت على الخطة العالمية الجديدة التي تحمل عنوان “تحويل عالمنا: خطة التنمية المستدامة للعام 2030”، والتي تتكون من 17 هدفا و169 غاية، حيث حققت البحرين مراكزا متقدمة في المنطقة والعالم، ومن خلال خطط سموه ومن أهمها الخطة الوطنية للصحة للأعوام 2016-2025، والتي جاءت للتأكيد على أن البحرين تتجه نحو الالتزام الدولي لمنظمة الصحة العالمية لتحقيق الغاية 3-8 من أهداف التنمية المستدامة وتحقيق التغطية الشاملة للجميع من خلال توفير الخدمات الصحية المتكاملة والمستدامة ذات الجودة العالية بالاستخدام الأمثل للموارد المتاحة، ودعم الجهود العالمية في مجال مكافحة مختلف الأمراض.
واختتمت الهاجري حديثها، نبتهل للمولى عز وجل أن يوفق ولي العهد رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ويسدد على طريق الخير خطاه في رئاسته لمجلس الوزراء، فسموه خير خلف لخير سلف، آملين لسموه المضي بكل عزيمة وإرادة ومواصلة مسيرة النهضة والتقدم في مملكة البحرين في ظل القيادة الحكيمة لعاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ، وأن يحفظ البحربن بالأمن والأمان والصحة والسلام.