فريد رمضان.. ما أصعب أن تصبح الكلمات مخلوقات مثلنا من لحم ودم
برحيل الروائي والسيناريست فريد رمضان ، تكون الساحة الفنية فقدت وجودا معينا، حضورا رائعا تعودت عليه في سنوات عديدة، فرمضان لم يكن كاتبا عاديا وإنما صاحب نظرة أدبية خاصة وقاعدة تخضع لكل تطور جديد في حقل الأدب، ودائما كانت أفكاره ومفاهيمه تحتل مكان الصدارة أمام صوت الاتجاهات المختلفة.
رمضان كان ينظر إلى الكتابة مثل الصناعة كبقية الصناعات والصانع، ويرى انه على الكاتب أن يدرك العالم ويفهم الحياة بصحة ودقة وبعمق وشمول، ليكون ذلك كله خير رافد لفنه الذي لا بد له من أن يكون متأثرا بالواقع، لأنه يحيا في نطاق هذا الواقع وينبثق عنه.
فريد رمضان كان يستوحي جوهر أعماله "القصص" من صميم واقع المجتمع، ويقدمها إلى القارئ عذبة كما يرشف النحل الرحيق من الزهور ويصوغه عسلا لذيذا.
يا صديقي العزيز.. من أي أفق يهبط الألم، قبل أشهر قليلة فقدت شقيقي علي الغرير، واليوم أجد نفسي أدفع الحائط بعد الحائط برحيلك، تكبر المأساة وأغرق أنا في لعنة الحزن وغرف الأوحال.
ما أصعب أن تصبح هذه الكلمات مخلوقات مثلنا من لحم ودم. بموتك وابتعادك عنا يا أطهر القلوب ستكون مراكبي العطشى مكسرة ومحطمة، سأرحل إلى جرحي وانفصل عن صوتي، وجسدي معجون برغبة احتضانك وتقبيلك على جبينك.
فريد رمضان.. تاريخ كالكنز
عمل في المجال المصرفي والمالي حتى منتصف العام 2003، وعمل محررًا للصفحات الثقافية في الصحافة المحلية، وكتب العديد من البرامج التلفزيونية الوثائقية، والعديد من البرامج الإذاعي، وأسس شركة إنتاج "نوران بيكتشرز". وكتب المسلسل الإذاعي الدرامي "الغلام القتيل… طرفة بن العبد"، وكتب سيناريو وحوار فيلم "حكاية بحرينية" العام 2006، وكتب سيناريو فيلم "زائر" مشاركة مع المخرج بسام الذوادي، وكتب أيضًا سيناريو الفيلم القصير "بالأمس" بالمشاركة مع حسام توفيق العام 2009 والمأخوذ عن قصته بعنوان "التابوت" المنشورة في مجموعته القصصية "البياض".
وكتب سيناريو أفلام روائية قصيرة من بينها "المسافات الدائرية" العام 1986، و "موت شاعر تحية لخليل حاوي" العام 1998، و"الراية" العام 2005، و"البشارة" العام 2009، و"صولو" العام 2010.
وساهم في تحرير مجلتي "كلمات" و "كرز" التي تصدرها أسرة الأدباء والكتاب. حكم العديد من مسابقات القصة القصيرة للمدارس الثانوية بالبحرين. حكم مسابقة جائزة أفضل سيناريو فيلم قصير بمهرجان دبي الدولي العام 2005. عضو لجنة تحكيم العديد من المهرجانات السينمائية للأفلام القصيرة في البحرين، وعضو لجنة تحكيم المهرجان الدولي الأول لأفلام حقوق الإنسان بالبحرين العام 2008. عضو لجنة تحكيم مسابقة قلم الأهقار الذهبي لأفضل مقالة سينمائية بالمهرجان الدولي للفيلم العربي في الجزائر العام 2009. عضو بأسرة الأدباء والكتاب في البحرين. شارك في عدد من المؤتمرات، والمهرجانات، والندوات الأدبية والثقافية عربيًا وعالميًا.
كما أن له عددا من الروايات "التنور"، "البرزخ"، "السوافح.. ماء النعيم"، "المحيط الإنجليزي".