+A
A-

10 أيام من العنف بكاراباخ.. دعوة دولية لوقف فوري للنار

في ظل استمرار المواجهات المحتدمة بين الانفصاليين الأرمن والجيش الأذربيجاني في إقليم ناغورنو كاراباخ، لليوم العاشر على التوالي، وسقوط مئات الجرحى والقتلى، جدد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الثلاثاء تأكيده على ضرورة وقف إطلاق النار بشكل فوري.

وذكر في تغريدة على حسابه على تويتر أن وزراء خارجية مجموعة مينسك، نددوا بالعنف المتصاعد داخل وخارج هذا الإقليم، (وهو جيب جبلي تابع لأذربيجان بموجب القانون الدولي لكن يسكنه ويحكمه منحدرون من أصل أرميني)، كما دعوا إلى وقف فوري لإطلاق النار.

وكان وزراء خارجية فرنسا وروسيا والولايات المتحدة، الأعضاء في مجموعة مينسك، أكدوا في بيان مساء أمس الاثنين" أن الهجمات الأخيرة التي استهدفت منشآت مدنية" و"الطابع غير المتكافئ لهذه الهجمات يشكلان تهديدا غير مقبول لاستقرار المنطقة".

وندد كل من جان ايف لودريان وبومبيو وسيرغي لافروف "بأكبر قدر من الحزم بالتصاعد غير المسبوق والخطير للعنف داخل وخارج منطقة النزاع في كاراباخ".

كما جددوا دعوتهم إلى "وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار"، مطالبين باكو ويريفان بأن تتعهدا من الآن باستئناف عملية التسوية بالاستناد إلى المبادئ الأساسية القابلة للتطبيق والنصوص الدولية الملائمة والتي يعرفها الطرفان تمام المعرفة".

يشار إلى أن مجموعة مينسك مكلفة منذ العام 1992 التوسط في ملف ناغورني كاراباخ.

دعوة بوتين

بدوره، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس إلى وقف "فوري" للمعارك، وذلك خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان. وقال الكرملين في بيان إن "فلاديمير بوتين شدد مجددا على ضرورة وقف العمليات القتالية فورا".

كما ضم الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج أمس صوته إلى دعوات وقف إطلاق النار.

لكن آفاق إعلان وقف لإطلاق النار بدت بعيدة المنال بعد أن احتدم القتال مطلع الأسبوع.

وقُتل المئات في المعارك الدائرة منذ 27 سبتمبر أيلول والتي شملت المدفعية والدبابات والطائرات الحربية.

وكانت أرمينيا وأذربيجان تبادلتا الاثنين الاتهامات بمهاجمة مناطق مدنية وقالتا إن حصيلة القتلى في تزايد في اليوم التاسع من القتال الأكثر دموية في منطقة جنوب القوقاز منذ ما يزيد على ربع قرن.

وقالت أذربيجان إن مدنا فيها خارج ناغورنو كاراباخ تعرضت للقصف مما قرب المعارك من منطقة تمر بها خطوط أنابيب تحمل النفط والغاز منها إلى أوروبا. وفي مقابلة بثها التلفزيون الرسمي التركي الاثنين، قال رئيس أذربيجان إلهام علييف إن على أرمينيا سحب قواتها من كاراباخ والأراضي الأذرية المجاورة ليتسنى وقف القتال.

وتجاهل علييف دعوات ومناشدات لوقف إطلاق النار من الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا، وهي الدول الثلاث التي تقود جهود الوساطة في الصراع الذي احتدم وخبا منذ التسعينيات. وقال في المقابلة الاثنين إن أي جهود سلام يجب أن تتم بمشاركة تركية.

بدوره لم يظهر رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان أي مؤشر على التراجع عن موقفه. وقال في تصريحات نشرها على فيسبوك أمس إنه يدعو الجنود الذين جرى إعفاؤهم من الخدمة العام الماضي للتطوع للقتال. وأضاف "أريد أن أدعو هؤلاء وأقول لهم إنهم... سيقاتلون في حرب للبقاء في أرض أسلافهم".

يذكر أن تلك الاشتباكات زادت المخاوف الدولية من أن يؤدي الصراع إلى تورط قوى إقليمية أخرى، إذ أبدت تركيا تضامنها مع أذربيجان بينما لدى أرمينيا معاهدة دفاعية مع روسيا، لا سيما وأن المعارك التي اشتعلت مؤخرا هي الأسوأ منذ التسعينيات حين قُتل نحو 30 ألفا.