العدد 4329
الجمعة 21 أغسطس 2020
banner
دروس من هجرة الرسول
الجمعة 21 أغسطس 2020

مع بداية شهر محرم من كل عام يحتفل المسلمون بعام هجريٍ جديد، وهو اليوم الأول من التقويم الإسلامي، ويحتفل المسلمون بذكرى هجرة رسول الله “صلى الله عليه وآله وسلم” من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة وهي من الأحداث العظيمة، حيث وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم أسس ومبادئ بناء دولة الإسلام، وقد حملت هذه الهجرة المباركة الكثير من المعاني والقيَم السامية، معاني الصبر والنصر والتوكل والإخاء، وبفضلها حقق المسلمون بقيادة نبيهم النصر والعزة والتمكين فأصبحت كلمة الله العُليا وكلمة الذين كفروا السفلى.

ومن الدروس العظيمة التي أصبحت منهجًا للمسلمين جميعًا أن قرار الهجرة لم يكن قرارًا فرديًا وخيارًا شخصيًا بل كان قرارًا إلهيا، فالمهاجرون قدموا عقيدتهم، وقد خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون تاركين أرضهم ووطنهم في سبيل الله والإسلام، وكانت الهجرة سببًا من أسباب فشل مخططات الكافرين الذين حاولوا إسكات صوت الحق بكل الوسائل إلا أنهم فشلوا وحاولوا قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن خروجه من مكة أفشل مخططهم، ومن الدروس اختيار الصحبة في الهجرة، إذ كان الرسول يعتمد على صحابته “رضوان الله عليهم” في نشر رسالته وإرساء دعائم دولته وكان اختياره الدقيق لهم نهجا أصيلا لمفهوم أن الجماعة قوة، وتجلت أسمى الدروس في التخطيط لوقت الهجرة ومكانها وكيفية التوجه إلى المدينة ليكون هو وأصحابه بعيدين عن أعين الكافرين، واختار جيدًا من يقوم بالعمليات اللوجستية لتوفير ما يحتاجونه من الطعام والشراب وغير ذلك. وهنالك الكثير من الدروس كالتوكل على الله والتمكين والاعتصام بحبل الله والثقة بنصره والتضحية والفداء.

لم تكن الهجرة إلا واجبًا شرعيًا استجاب له رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لحماية دينهم أولا وأنفسهم ثانيا، قدموا مصلحة العقيدة على المصالح الدنيوية الأخرى، وانطلقت ركائب المهاجرين ملبية نداء ربها مهاجرة بدينها مخلفة وراءها ديارها وأموالها. وفي المدينة المنورة آخى بين المهاجرين والأنصار وبهذه الأخوة ووحدة الصف تم بناء صروح الدولة الإسلامية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .