توقفت الحياة في ملاعبنا الكروية نحو 120 يوما، كانت حافلة بالأخبار المزعجة التي استهلكت من معنوياتنا الشيء الكثير، رغم أنها لم تخل من الإيجابية فيما جسدته روح التضامن البحرينية وهي تكافح بجلد وصبر هذه المحنة.
لقد جثمت جائحة كورونا على صدرونا، وما زالت، وبسببها فقدت بعض العوائل أحباءها، وتوعك مئات الناس بالمرض الخبيث الذي جعلهم يعيشون تجربة مريرة ومرهقة، لكنهم بفضل الرعاية الطبية التي توفرها المملكة تمكنوا من النجاة والعودة إلى حياتهم الاعتيادية بمعنويات عالية.
وفي ملاعب كرة القدم، التي تدب فيها الروح هذا المساء، لا يختلف الوضع كثيراً، فالأندية عانت من الجائحة، وتجمد نشاطها لأسابيع، وكان الأفق ضبابيا وغامضا، وفرض الواقع الجديد تحديات كبرى على المنظومة الرياضية، ولكن بقيت الإرادة أقوى من كل الصعوبات، وها نحن نعود مجددا إلى الملاعب.
وتعود مسابقة دوري ناصر بن حمد أقوى من السابق، ومن حسن حظنا أن تجمع جولة الاستئناف صراع القمة بين الحد والمحرق، وصراع القاع بين الأهلي والحالة، وفي كلا المواجهتين لن تختلف حدة المنافسة من حيث الإثارة والتشويق، فمن هم في المقدمة يبحثون عن نقاط تجعلهم في الصدارة، ومن هم في المؤخرة يبحثون عن نقاط تنقذهم من الهبوط.
لذلك، نحن على موعد مع قمتين، الأولى تدور رحاها في صدارة الترتيب، والثانية في قاع الترتيب، ولا غرابة في أن تكون هاتان المباراتان رغم أن بينهما ثالثة تجمع الرفاع والمنامة، عنوان الإثارة المرتقبة للمسابقة المتوقفة طوال الأسابيع الماضية.
لكن المنافسة في هذا اليوم، لن تكون كروية بحتة، فهناك تحد آخر يتمثل في تطبيق بروتوكول صحي صارم والتزام تام بإجراءات التباعد الاجتماعي، وهو القمة الحقيقية التي تحفظ سلامة الجميع وتخرجهم من الملعب سالمين، سواء كانوا منتصرين في المباريات أو خاسرين.
وحتى ذلك الحين، نتمنى لاتحاد الكرة وللأندية المتبارية التوفيق في العودة المنتظرة لمسابقة الدوري التي تعتبر واجهة الكرة البحرينية المشرقة، وبفضل تكاتف الجميع وتعاونهم، سيكون بإمكاننا التعبير عن فخرنا بأننا استطعنا أن نتجاوز قيود الجائحة وكل ما فرضته علينا من تحديات. وحفظ الله الجميع.