+A
A-

"دانة" تتحدى متلازمة "وليام" وتنهي الابتدائية بنجاح

"صغيرتي دانة، لا أعلم كيف أسطر الحروف والكلمات لسرد حكايتك التي بدأت بمفاجأة حمدنا الله عليها، وأوصلتنا إلى مفاجأة أكبر أبكتنا فرحًا".

تلك كانت كلمات الدكتورة إيمان يوسف، والدة الطالبة دانة حسين يوسف، والتي روت لنا قصة نجاح ابنتها المصابة بمتلازمة "وليام" في الانخراط في التعليم النظامي بمدرسة السلام الابتدائية للبنات، حتى تمكنت من إنهاء المرحلة الابتدائية بنجاح باهر مع نهاية العام الدراسي المنصرم.

تقول الأم: جاءت دانة إلى هذه الدنيا في هيئة مختلفة عن بقية المواليد، بضآلة حجمها، وعدم قدرتها على فعل أي شيء سوى البكاء، ومع مرور الوقت، ازدادت اضطراباتها ومخاوفها، فكانت لا تستطيع اللعب مع الأطفال، ولا تجيد تمييز الألوان، ولا أبالغ إن قلت إنها كانت لا تقوى على عمل أي شيء.

وأضافت: لم تكن ابنتي قادرة على الاستمرار في إحدى رياض الأطفال، لعدم قدرتهم على احتوائها أو توجيهها بصورة علمية مفيدة، فالجميع كان يجد صعوبة في التعامل معها، ورغم ذلك لم نيأس، بل جاهدنا لكي تحصل على حقها الأصيل في التعليم، مع المتابعة المستمرة لتشخيص مرضها الذي لم نتعرف عليه بعد.

وتواصل: مع بلوغها سن السابعة اتضح لنا أنها تعاني من مرض جيني نادر من نوعه يسمى "متلازمة وليام"، وهذا المرض يؤثر على جميع وظائف الجسم الحيوية، وتصاحبه مشاكل في القلب والكلى والأسنان والسمع والنظر والنمو والإدراك، ولا يوجد له أي حل جذري، فكانت دانة تكبر وتتضاعف معها آلامها وتتأثر وظائف جسمها، إلا أننا لم نفقد الأمل على الإطلاق،  وبحثنا عن المدرسة والمعلمين القادرين على التعامل مع حالتها، فتوجهنا إلى وزارة التربية والتعليم ممثلة بإدارة التربية الخاصة، والتي لقينا منها اهتمامًا كبيرًا وتعاونًا فاق توقعاتنا، حيث طمأنونا  بأن "دانة" ستحصل على التعليم الملائم لقدراتها وظروفها، حيث أن الوزارة لا تتوانى في توفير التعليم المناسب لجميع الطلبة القابلين للتعلّم.

ومن ثم بدأت رحلة التميز بمدرسة السلام الابتدائية للبنات، حيث تم وضع خطة واضحة للتعامل مع حالة دانة، وتم تنفيذها بنجاح، في ظل اهتمام وتعاون ومحبة من هيئتها الإدارية والتعليمية وطالباتها، اللاتي كن يستقبلنها منذ الصباح بأجمل عبارات الترحيب، ويوفرن لها البيئة المدرسية الملائمة.

المفاجأة التي لم تكن في الحسبان، تمثلت في التغيير الجذري في شخصيتها، حيث اندمجت في الصفوف، وتفاعلت بصورة إيجابية واضحة مع معلماتها وصديقاتها، والتحقت بالمشاريع المدرسية المختلفة، فأصبحت عضوة في فريق الكشافة، ومن فراشات السلام، ومشاركة بتميز في تحدي القراءة العربي، علاوةً على حصولها على ميداليات وجوائز من مشاركاتها في الفعاليات والأنشطة داخل المدرسة وخارجها، ما أدى إلى صقل شخصيتها وزيادة ثقتها في نفسها وتقديرها لذاتها واكتشاف مواهبها وإبداعاتها.