باتت الإجراءات الصحية الاحترازية (التعقيم، ارتداء الكمامات، مسافات الأمان والنظافة العامة والحجر المنزلي الاختياري وعدم الخروج إلا للحالات الضرورية) قواعد اعتاد عليها البحريني، فعلاقة الإنسان بالرغم من تباعدها إلا أنها تؤكد عُمقها وأهميتها مستخدمًا وسائل التواصل الاجتماعي في العِلم والعمل وفي جميع المناسبات.

وفي ظل هذه الظروف تعمل مملكة البحرين على إعادة هندسة حياتها بتقرير مجموعة من الإجراءات والالتزام بالحذر وبتعليمات شديدة لأجل العودة للحياة ما قبل تفشي كورونا، والعودة إلى عالمنا الإنساني والاجتماعي والاقتصادي، ويعيش الإنسان مع هذه التعليمات بطعم الأمل وعين الفرح والتفاؤل بابتعاد هذا الوباء المؤذي ليعيش الحياة التي اعتادها لنفسه وأهله ومجتمعه، وليتحقق له التقارب مع الأقارب والتواصل مع الأصدقاء، والخروج من البيت إلى الأماكن العامة من أسواق ومجمعات تجارية ومنتزهات ومطاعم وتحقيق رغبته في السفر.

وقد اتخذت دول العالم أجمع مجموعة من الإجراءات من أجل عودة مواطنيها ومقيميها إلى الوضع الاجتماعي والاقتصادي الذي اعتادوا عليه، لتمتلئ شوارعها بكثرة الناس وزحمة السيارات وليلعب في طرقاتها وحدائقها الأطفال وتعلو ضحكاتهم فيها. إنها إجراءات لعودة الحياة، حياة ترفل بالصحة والعافية في أحضان العائلة والوطن بمضمونها ومعانيها وقيمها النبيلة.

وتمثل هذه الإجراءات دعوة للتعايش مع هذا الوباء الذي بدأت تداعياته تنخفض في عدد من الدول، التعايش مع التزام الحذر وبكل الإجراءات الاحترازية الصحية، فهذا التعايش جعل الإجراءات الصحية الاحترازية بطعم الأمل وبداية لحياة جديدة بكل وعي وثقة. إن الالتزام الفعلي بهذه الإجراءات يجعل من هذا الوباء ضعيفًا وغير قادر على الانتشار السريع، ويزداد ضعفًا كلما تعزز العمل بهذه الإجراءات التي هي بمثابة غشاء منيع يحمينا من هذا الفيروس ويمنعه من التكاثر، وكُلنا أمل بأن تتحقق مساعي الدول وطاقمها الطبي بالتوصل إلى لقاحات مناسبة ورادعة وقاتلة له.

إن إرادة الإنسان ورغبته في الحياة تجعله يتقبل ما يحدث له من تغيرات صحية واجتماعية واقتصادية، وبهذه الإرادة فإنه يعمل على تطوير إمكانياته وقدراته المختلفة لتحقيق حياة أفضل له ولمجتمعه ووطنه.