53 عاماً على حرب يونيو 1967 التي انتهت بهزيمة 3 جيوش عربية، مصر وسوريا والأردن، أمام الجيش الإسرائيلي، وتمخضت عن احتلاله سيناء وقطاع غزة الذي كان تحت الإدارة المصرية، والجولان السوري، والضفة الغربية التي كانت في عهدة الأردن. عملياً حُسمت الحرب لصالح إسرائيل قبيل ظهيرة يومها الأول بعد تمكن سلاحها الجوي من تدمير 80 % من المقاتلات المصرية وهي رابضة على الأرض.
ورغم مضي أكثر من نصف قرن على الهزيمة مازالت مفاعيلها تتواصل لتلقي بظلال كئيبة وتداعيات غامضة حول مستقبل الصراع العربي الإسرائيلي، والقضية الفلسطينية خصوصاً، حيث تعاظمت مكاسب العدو منها بصورة لا سابق لها منذ وعد بلفور 1917. والحال ما كان عبدالناصر جاداً لخوض حرب غير متكافئة لولا أنه اُستدرج إليها وعجز عن تفادي الوقوع في فخها؛ ادعت سوريا التي تربطها معاهدة دفاع مشترك مع مصر وجود حشود إسرائيلية على حدود الأولى، وتبيّن بعدئذ أنها حشود عادية، وعاد “خايب الرجا” شمس بدران وزير الحربية من زيارة له لموسكو بخفي حنين وادعى حصوله على وعد بوقوفها عسكرياً مع القاهرة، وكان ذلك وهماً نسجه خياله، ووثق ناصر في ادعاء صديقه المشير أن الجيش مستعد لخوض الحرب وسيحسمها لصالحه فصدقه! مع أن هذا “الصديق” كان رمزاً لفساد قيادة الجيش وبطلاً لهزيمة حرب 1956 رغم خروج ناصر منها منتصراً سياسياً، ثم فشل المشير بعدئذ في إحباط الانقلاب على الوحدة في 1961 وهو في مهده حيث خطط له مدير مكتبه في دمشق عبدالكريم النحلاوي.
وأخيراً وصف ناصر “المقاومة الفلسطينية” بأنها أنبل ظاهرة جاءت بعد الهزيمة؛ لكن قيادتها كانت ومازالت للأسف مخيبة للآمال في تمثيل وقيادة شعبها.