يحتدم النقاش في أوروبا والدول المتقدمة في الرياضة لإيجاد حلول آمنة تتيح لهم استئناف المسابقات بعد أن أجبرها انتشار فيروس كورونا على التوقف منذ أكثر من شهرين.
والآن تبدو العودة قريبة مع انحسار الوباء في بعض الدول، ومنها ألمانيا التي استأنفت مسابقة الدوري من دون جمهور، وقد حظيت مواجهات البوندسليغا مطلع الأسبوع الحالي بمتابعة تلفزيونية بلغة مليار متابع حول العالم.
ورغم الصعوبات الجمة، والمخاوف من عودة موجة أخرى تنسف الأرقام الإيجابية لتناقص عدد المصابين في أوروبا، إلا أن الغالبية وصلت إلى قناعة تامة بأن الحياة لا يمكن أن تتوقف وأن التعايش مع كورونا واتباع الإرشادات الصحية هو الحل الأمثل.
ولو تلاحظون أن الحديث في الغرب يركز بشكل كبير على الجانب الاقتصادي، والضرر البالغ الذي تسبب به الإغلاق الاحترازي لمكافحة الجائحة، فهناك ملايين الناس فقدوا وظائفهم وآخرون على حافة الهاوية.
والحقيقة أن الاقتصاد نصف المعيشة كما نعرف، والإنسان مطالب بالعمل في أقسى الظروف، حتى وإن كان لاعب كرة قدم، فهو بعمله هذا يكسب لقمة عيشه، وهناك من يدفع المال لكي يتابع المباريات أو ليكون راعيا لمسابقات بهدف تسويقي.
إذًا الرياضة ليست مجرد تسلية، إنها أيضا قطاع اقتصادي شأنه شأن بقية القطاعات التي يعمل فيها ملايين الناس ويحصلون على أجورهم عبر ممارسة مختلف الألعاب، وبالتالي فإن استمرارها أمر حتمي.
وإن كان في السابق ثمة وظائف خطرة مثل العاملين في الجيوش والشرطة والإطفاء فقد تضاعف في الوقت الحالي مع وجود هذه الجائحة عدد المهن الخطرة التي يأتي على رأسها العاملون في القطاع الطبي.
وإذ نحيي أصحاب البدل البيضاء وملائكة الرحمة على استبسالهم في القيام بواجبهم النبيل على أكمل وجه فإننا نحيي أيضا العاملين في بقية القطاعات ممن آثروا الخروج من منازلهم على الجلوس في المنزل بحسب مقتضيات واجباتهم المهنية.
وبذات الحرارة نحيي العاملين في القطاع الرياضي، الذين شمروا عن سواعدهم وأبدوا استعدادهم الكامل للعودة إلى الميادين والساحات؛ ليعملوا كما يعمل أي موظف، فهناك الملايين من الناس بانتظارهم، فهم جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية.