العدد 4219
الأحد 03 مايو 2020
banner
يوم الصحافة
الأحد 03 مايو 2020

في يومها، وجه رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة حفظه الله ورعاه كلمة شاملة جامعة إلى العالم أجمع، مفادها: تلك الروح التواقة التي جعلت من الصحافة معرفة لا ترفا أثرا بالغا في النفس والضمير، وليست كمالية نلقي بها في سلال المهملات بعد قضاء حاجتنا منها، أملا مفتوحا لكل صاحب قلم لكي يعبر عن مكنون أمته، ويدافع عن تراثها وأمالها وحضارتها.

خليفة بن سلمان في كلمته إلى العالم بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة أصاب العديد من المضامين، وسبر العديد من الأغوار، ودق أكثر من ناقوس إفاقة للذين مازالوا على أسرة العناية المركزة متشبثين بالتجاوز والتحايل على الواقع الدامغ، وعلى الأمم المكافحة، وعلى العقل الجمعي المستقبل للكلمة الأمينة وكأنها رصاصة رحمة لو لم تتوفر لها منصات مستقيمة وآليات عادلة ووسائل إعلام أيضا أمينة.

سموه يتوغل في أدغال الكلمة المؤثرة وفي أعماق الصناعة الصحافية في عصر المعارف المتنوعة، فيشدد على أن التطورات التقنية لوسائل الإعلام أوجدت واقعا معرفيا جديدا، واخترقت حدودا لا حدود لها مع الدول، بل إن سموه إنحاز بشكل غير مسبوق للصحافة المطبوعة التي تعاني الأمرَّين من وسائل التواصل الاجتماعي، ومن الترويج لفكرة نهاية النهاية لصناعة نشأت وترعرعت في كنف الحرية المسئولة للجملة المفيدة، فأثرت وتعملقت وتعقلنت، وقامت بتشكيل العقل النوعي للأمم وهي تدافع بكل قوة عن مواقفها الصلبة في نقل المعلومة الصحيحة في الزمن الصحيح، بل في نقل القارئ إلى مواقع الأحداث ومسارح العمليات وكأنه جزء لا يتجزأ منها.

من هنا كانت دعوة الرئيس القائد صريحة لا مواربةً فيها ولا محسنات: (إن الصحافة المطبوعة أيقونة ألهمت الكم المتنوع من منصات التواصل الاجتماعي)، الأمر الذي دفعنا إلى التطلع لنشر منصات اجتماعية لمضمون إعلامي راق يعزز المعرفة، ولا يخصم منها، يضيف إليها، ولا يشوه معالمها، يضاعف من همتها ولا يحبط من هذه الهمة.

ولأن النسيان آفة إنسانية عابرة للأزمنة والأمكنة، فإن سموه عاد ليذكرنا في ذلك اليوم المبارك بأن الكلمة المسئولة في عالم كورونا ليست مثلما كانت قبل عالم كورونا، وأن هذه الكلمة سوف تتعرض لاختبار أقوى وأشد في عالم ما بعد كورونا عندما تزول الجائحة بإذن الله، ستصبح مثلاً الدرع الواقي للنفس البشرية من هلع محدق، ومن ذعر لا أساس له من الصحة، هي التي تطمئن، وهي التي تهدئ من الروع، هي التي تقوم، وهي التي تنشر التوعية الرحيمة بالبشرية جمعاء.

الحكومة حريصة على التجاوب السريع مع كل ما تطرحه الصحافة، نعم .. هذا هو عهدنا الدائم بحكومتنا الرشيدة، بل وبقيادتنا الواعية الحكيمة، هذا هو ديدننا معها وهذا هو أملنا منها وفيها، وهذا هو صراطنا المستقيم عندما نقرر أن نمسك بالقلم، وأن نكتب كلمة حق لا يراد بها باطل، وأن نذهب بعيدا مع دور الدولة في حفظ الأمن والاستقرار ربما إلى نهاية العالم حتى يعم الأمن والاستقرار ربوع البلاد ورباها، إنه يوم الأمل لكل صحفي، ويوم الجدارة لكل صاحب قلم يعتقد في نفسه أنه قادر على حمل القلم، ولكل مسؤول يرى في التجاوب مع سؤال لصحفي أنه عبء ثقيل وظل أثقل ومسئولية أكبر وحمل ليس له ناقة فيه ولا جمل.

شكرا لك يا صاحب السمو؛ لأنك لم تنس حملة مشاعر النور، ولأن سموكم لم تمروا مرور الكرام على يوم أحسبه مثلما تحسبونه يا طويل العمر، يوم في العمر.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية