العدد 4198
الأحد 12 أبريل 2020
banner
مبادرات الرئيس
الأحد 12 أبريل 2020

في الصميم من مواقف، والتاريخي من مبادرات، توقفت الخميس الماضي على ثلاثة أخبار اعتلت صدر الصحف اليومية في المملكة، جميعها للتحوط، أو للاحتراز، أو لرأب أصداع كورونا، وجميعها تستهدف حماية المواطن، وصون كرامته، وترتيب أوليات حياته، الضمان الاجتماعي، ومضاعفة مخصصاته في ناحية، وبدء إجراءات تسليم منح سمو رئيس الوزراء الرمضانية إلى الأسر المتعففة في ناحية أخرى، ثم تلك المباحثات الأممية التي تمت بـ “الاتصال المرئي” لعرض دلالات مبادرة الرئيس القائد حول يوم الضمير العالمي.

ثلاثة أخبار تؤكد الطبيعة الإنسانية الخالصة لرئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان حفظه الله ورعاه، تصب في المقام الأول باتجاه الهموم التي قد تصيب الإنسان من جراء جائحة كورونا، والإجراءات الواجب اتخاذها لدعم هذا المواطن في هذه المحنة، للترويح عنه، لتوفير الحاجات والضرورات التي تبيح جميع المحظورات، ما كان قبل كورونا، لا يجب أن يتواصل ونحن نعيش عصر كورونا، ما كان يُرتكب من تضارب أو تباطؤ أو تغاضي قبل كورونا، لا يمكن أن يستمر ونحن نعيش “الجائحة” من قمم رؤوسنا حتى أخماص أقدامنا.

من هنا كان لابد من أن يقف الأب الرئيس في وجه الكارثة الأممية المرعبة، أن يضع الحصان أمام العربة ويقود بنفسه حزمة إجراءات استباقية لحفظ الحد المقبول لأمن واستقرار المواطن، لتوفير السلامة الحياتية، والنجاعة الإنسانية لكل من يعيش فوق هذه الأرض الطيبة، الكل سواسية في ضمير وقلب وعقل سمو الرئيس، والكل متساوون في الحقوق والواجبات والأدوار كتفًا بكتف، ويدًا بيد، وروحًا بروح، لا شيء فوق الجائحة المرعبة، ولا صوت يعلو فوق صوت المواطن، عنايةً بصحته، وتأكيدًا على سلامته، ووفاءً بالتزامات الدولة تجاهه.

الضمان الاجتماعي مهم، مضاعفة مخصصاته أهم، الإعانات الاجتماعية الأخرى أيضًا مهمة، إعانة غلاء المعيشة لمحدودي الدخل، للمتقاعدين الذين لا يحصلون على معاش تقاعدي، وللمواطنين الذين لم يحصلوا على الراتب أو التقاعد اللازم لسد الرمق، كل ذلك أيضًا مهم.

أموال المعسرين المحجوز عليهم بأحكام قضائية بفعل التعثر المالي، أو تلك التي أصابت الإعانات الاجتماعية في مقتل، فلم يعد مسموحًا بالسحب منها رغم أنها ليست جزءًا من راتب منتظم، ولا من عائد تجاري أو عقاري متصل، ولا من عمولات أو مداخيل تراتبية نظير وظيفة أو عمل تجاري أو أرباح وساطة من صفقات مالية أو مصرفية أو غيرها.

الضمير العالمي، مبادرة الأب الرئيس تصب في مدخل جديد لمشروعات قوانين ترتبط بالجائحة ولا ترتبط باللائحة، تخرج من عباءة ما يمكن أن نسميه بالكوارث الطبيعية، والأوبئة الإنسانية الشاملة الجامعة، أكثر من كونها طارئ، أو زلزال، أو بركان، أو حربًا سوف تضع أوزارها شئنا أم أبينا.

كورونا معنا على المحك، والأب الرئيس يدرك تمامًا أن القوانين واللوائح والأنظمة المرعية في أوقات السلم أو حتى الحرب سوف لن تكون مثلما هي ونحن نعيش عصر الكابوس “شبه” المستدام.

ضمير الرئيس، هو ضمير العالم بأسره، الكون بمفارقاته و “جوائحه” يطلق المبادرات؛ ليحمي الإنسانية جمعاء، ويصون حضارة بني البشر من دون تفرقة أو استثناء.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية