العدد 4177
الأحد 22 مارس 2020
banner
العودة الميمونة
الأحد 22 مارس 2020

عندما فكرت في التدوين لمجلس الرئيس، لم يكن ذلك مجرد طرح لرأيٍ يمر، أو لفكرٍ يذوب، أو لموقفٍ يتوه، لكنه كان محاولة أظنها صادقة بيني وبين الرئيس، قناعة تم البناء عليها، ودلالة قطعية الثبوت تم التعاطي معها، خليفة بن سلمان وعلى المدى من خمسة عقود لم يكن قائدًا عاديًا، لكنه كان ومازال وسيظل بمثابة تلك الإضافة النوعية التي تتحدى الزمن، تبني على ما فات، وتُقيم المواقع والموائع والحدود والآفاق لما هو قادم من أحداث، قراءة متعمقة متأنية لمشاهد الكون الفسيح، وفسحة من الوقت الثمين، تفرغًا لما هو أثمن وأوسم وأكثر قدرة على تحقيق الأحلام.
منذ الرشيد والمأمون، ومنذ العصور الذهبية العربية الأولى لم يسجل التاريخ مجلسًا يلتقي فيه القائد مع رموز شعبه ليبحث في شئون وشجون أمته، ويصنع مطبخًا خلفيًا لجميع القرارات التي تمس المواطن بعبقرية، هكذا تصدق فيه الأحوال، وفي مجالسه الأطروحات والأقوال، وفي قراراته التوصيات والتوجيهات والآمال، جميعها فصلٌ واحد ومشهدٌ واحد قد تتكرر ملامحه في كل أزمة وتتحد خصاله في كل مفترق.
و .. ها نحن اليوم نستقبل خليفة بن سلمان بالأهازيج والورود والرياحين، بثقافة البناء على ما فات، بالذرى التي شيد عليها عاهل البلاد المفدى الملك حمد حفظه الله ورعاه، ذلك البنيان المرصوص الذي أرسى دعائمه خليفة بن سلمان حفظه الله ورعاه، وذلك التجلي العملاق الذي واجه به ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد حفظه الله ورعاه وباء كورونا من خلال بِنية أساسية قوية وقويمة، وعن طريق حزمة قرارات أصابت في الصميم كل ما كان يتمناه وكل ما كان يصبو إليه ومازال الأب الرئيس، جميعها بناء على مراحل، وليست حرقًا لها، وجميعها تعميق لفكر صائب أبى إلا أن يتعامل مع شعب يعشق وطنه وقادته، ويؤمن ببلاده وجدارته، خليفة بن سلمان يعود إلينا سليمًا معافى وقد مَنَّ الله عليه بنعمة الشفاء، وبالعودة الميمونة إلى أرض الوطن وفي معيته نجله الوفي سمو الشيخ علي بن خليفة آل خليفة الذي رافقه بكل إخلاص وتفان في رحلة العلاج والاستشفاء، إنها اللقيا بعد طول انتظار، والحفاوة عند سُدة الاستقبال، والأفراح ونحن نعيش قمة المزاولة لأزمة كونية ضربت المعمورة بأسرها.
منذ عدة سنوات وأنا أحاول أن أصِف المكنون الشخصي، وأربطه بارتباطي المفعم بالعشق اللامحدود لخليفة بن سلمان، بالإيمان الثري بأنه القائد الملهم الذي منحني قدرة خاصة على التواصل مع الأحبة، وعلمني وعلم الأجيال من قبلي ومن بعدي كيف يكون للوفاء سمة الكبار، وكيف يكون للأحبة ثقافة الترقي بعد طول انتظار، وكيف يكون للوطن تلك الغلاوة وذلك الاستيعاب لمخاطر كونية راهنة، ومنزلقات إقليمة طاحنة، وواقع يحاول التفاهم مع هذا أو ذاك بروح الجماعة، وإرادة اليد الواحدة، وقناعة الإنسان عندما يتنفس الصعداء مع أخيه الإنسان، حمدًا لله على سلامتكم يا أبا علي، عُدت أهلًا، وحللت سهلًا، وأنرت بقدومك الظلمات، فتقبل منا تحية خالصة من القلب للقلب، وسلامًا عامرًا بالحب والوفاء لشخصكم الكريم، وأملًا عظيمًا في أن نلتقيكم وأنتم في كامل الصحة وتمام العافية، وعظيم الخير، لخليفة الخير.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية