العدد 4156
الأحد 01 مارس 2020
banner
من الأرشيف العتيد
الأحد 01 مارس 2020

الحالة التي تمر بها البلاد والعالم الآن دفعتني إلى التفتيش في ملفات قديمة، في البحث والتقصي مع الفكرة واستلهام العبر من الدروس والتجارب، الحِكم من الحكماء والزعماء وأصحاب الخبرة واليقين.

فإذا بي تقع عيناي على ملف في غاية الأهمية، ألا وهو تلك الجوائز التي حصدها الرئيس القائد خليفة بين سلمان من منظمات عالمية معتبرة، أهم ما لفت انتباهي هي تلك الجوائز والتقديرات والنياشين التي ربطت سمو الأمير خليفة حفظه الله ورعاه بالتنمية المستدامة.

هذا الأمر تحديدًا دفعني إلى البحث والتنقيب في بيولوجيا الحالة الراهنة للكون، وما علاقتها بالتنمية المستدامة، عدت إلى المفهوم المتداول، إلى الفهم المتبادل، فإذا بي أعثر على مثل النماء وهو محمول على عكاز ذهبي اسمه البيئة من أجل الأجيال القادمة، البيئة بشحمها ولحمها، وليس بأبجدياتها وعدوان الناس والأمم عليها، البيئة كونها المصفاة التي تغربل فيروسات الكون، وتهلك ما تهلكه، وتطرد ما تطرده، ثم تحتفظ بما تحتفظ به في قاع سحيق لا يعلم مداه إلا الله.

حال البيئة لا تسر عدوا ولا حبيبا، هي التي جاءت إلينا بـ “كورونا” متطور في شكل عدائي جديد، فيروس لديه القدرة على عبور الحدود، على التخفي والتستر ثم الظهور فجأة وكأنه شمشون الذي هدم المعبد ومن فيه، أو كأنه هرقل عظيم الروم الذي ضحى بكل من حوله حتى يحميهم من خطر وباء قادم.

إنها الحكمة عندما نقرأ فيها المستقبل، ونشهد عليها مع الطالع، مع حركة النجوم والسحب والأفلاك والأجرام السماوية، وهي الغد المنظور عندما يتلقاه قائد بصير فيلقي به في ملاعب الآخرين كي يطلقون صفارات الإنذار تحذيرًا أو تصريحًا أو تلميحًا أو استعدادًا لما هو أسوأ.

رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان حفظه الله وعافاه، وبشهادة المنظمات الدولية دافع عن حقوق إنسان هذه الأرض في بيئة سليمة عفية، في إنسان قوي صحيًا وعلميًا وفكريًا، ربط النماء المستدام بمعدلات التنمية وخططها ومحاورها، استجار بالتاريخ واستلهم وصفاته السحرية واجتزأ ما يمكن اجتازؤه من دروس وأحكام وتقاليد وممارسات؛ لكي يقول لأمته: تمسكوا بوحدتكم في أيامكم العصيبة، لا تلتفتون لشعارات الفرقة والتشرذم والانكفاء على معاول الهدم والاستكانة وتسليم المقدرات للغير، دعا كل من يزور مجلسه المهيب إلى كلمة سواء يراد بها حق؛ حفاظًا على حقنا في الحياة، وعلى رسالتنا من أجل أبنائنا وبلادنا وأيامنا القادمة، بحث مع النخب كيفية تحويل المياه التنموية الراكدة إلى بحيرات نامية آمنة مطمئنة، تسبح فيها الكائنات وتُسبح في ملكوتها المخلوقات، وتدعو لها الملائكة في السماوات.

سمو رئيس الوزراء لم يقل لنا كلمة ولم تتحقق، لم يتبصر في موقف إلا وكنا معه على الطريق معلمًا لحقيقة، ووصفًا دقيقًا لحالة، وتجسيدًا حيًا لمناخ حياة.

إنها الحالة المتجردة لقائدنا عندما تتجلى إرادته فتلتقي بإرادة الشعب، وعندما يشعر الشعب بأنه والقائد كل في واحد، وأن العمل الجماعي لا يأتي إلا بالخير، وأن الخير لا يتحقق إلا إذا كنا على قلب رجل واحد، نصيغ مستقبله معًا، ونضرب على تحدياته بيد من حديد، ونعمل على الدفاع عن مكتسباته بإرادة فارس مغوار.

إنها الحقيقة وكل حقيقة عندما يحاورنا الأب الرئيس عن بعد، سائلًا عن شخص أو متسائلًا عن وضع، أو مُلمحًا لمسألة، وهو الرئيس الذي لا يهدأ طالما ظل في الصدر قلب ينبض، وفي العروق دماء تجري، وفي الجسد روح تعشق.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .