العدد 4171
الإثنين 16 مارس 2020
banner
“مدارس المستقبل”... الموقع؟
الإثنين 16 مارس 2020

يسعى التعليم العصري الحديث – وفق أبسط الأدبيات التربوية - إلى صناعة البيئة التعليمية ذات التفاعل الإيجابي بين عناصرها الرئيسة، وتوسيع عمليات التعليم والتّعلم خارج نطاق البيئة التعليمية المعهودة، وخلق المناخ المناسب الذي يقوم فيه المتعلم بالدراسة والبحث في صنوف العلوم والمعارف، وتطوير مهاراته البحثية وفتح آفاقه وتطلعاته نحو المستقبل الواعد الذي يجعله أكثر استعدادًا لخوض غمار الحياة بعد انتفاعه من التقنيات الحديثة وتوجيهه لاستخدام منتجاتها المتراكمة بإيجابية بزيادة حصيلته العلمية في سبيل تحقيق متطلبات مجتمع المعرفة الشاسع ودفع عجلة الإنتاج الوافر – لا الاستهلاك المتصاعد - وسدّ الفجوة الرقمية بين فئات المجتمع الواحد، حتى محطة إسهامه في تحقيق متطلبات الديمومة التنموية الشاملة.


في الشأن المحلي، دشن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى في ينايرعام 2005م مشروع مدارس المستقبل Future Schools، وهو المشروع الذي سعت فيه الإرادة الملكية السامية لدعم منظومة التعليم الحكومي وربط جميع مؤسساته بالشبكة العنكبوتية عبر تسخير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الحديثة، وجاء هذا المشروع الوطني الكبير الذي شرعت فيه مشكورة وزارة التربية والتعليم كجهة معنيةً بتنفيذ الأمر السامي عبر توظيفها التقنيات المعلوماتية والاتصالية الحديثة ومواكبة التعليم العصري بغية تصيير البيئة التعليمية أكثر جاذبية نحو التعلم، وهو المشروع ذاته الذي أحدث ضجّة بتعاقب تصريحات مسؤولي الوزارة الموقرين لأكثر من عقد من الزمان، ففي الوقت الذي نثمن فيه كل الجهود المبذولة إلا أن الواقع يُترجم “مؤدى” جُلّ تلك التصريحات قد تهاوى في ظل الظرف الحالي الذي أبقى بدوره فلذات أكبادنا حبيسي الجدران قرابة الشهر! بل إنّ التمكين الرقمي - الذي تمّ الحديث عن خطة تطبيقه قبل أربع سنوات – قد تداعى تِبَاعاً قِبَالَ هذا الظرف العصيب.


نافلة:
مع بداية الدور الأول، طمأن وزير التربية والتعليم المواطنين أمام المجلس حين وجّه أحد النواب سؤالاً عن مشروع مدارس المستقبل! ومن حينها توالت تساؤلات ذوي الشأن عن بوصلة مستقبل التعليم في بلادنا، فمثالاً لا حصراً منها: أين الألف وثلاثمئة وسبعين معلما ومعلمة ممّن دُرّبِوا لتغطية احتياجات مدارس المستقبل؟ أين المدارس التي سننافس فيها الدول المتقدمة؟ أين القفزة النوعية لإصلاح وتطوير التعليم؟ أين الكتاب الإلكتروني الذي يعمل بالصوت والصورة؟ وأخيراً لا آخراً أين موقع مشروع مدارس المستقبل – الذي يفيض فخراً أنْ حَمَلَ السمة الملكية السامية – في خارطة التعليم البحرينية بعد مرور خمسة عشر عاماً على تدشينه؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .