دول كثيرة تدعي “الديمقراطية”، لكن الديمقراطية هناك معلقة في الهواء وحقوق المواطنين ضائعة والنظام يسير عكس اتجاه التاريخ، ومن المستحيل أن يتذوق الشعب الحرية ويعرف مداها وحدودها لأنه ببساطة يخضع للعبودية ويرزح تحت أثقال انتهاك الحقوق وضياع العدالة، ثم يخرج عليك مسؤول من إحدى هذه الدول ويقول بلدنا ديمقراطي واسمنا يدل على ذلك. الصحافيون هناك يصهرون في السجون كالذباب بسبب انتقاد مسؤول أو زير، ويقولون لك نحن بلد ديمقراطي. بلدان تطفئ أنوار الحرية المشعة وتبدد آمال الشعب وتستهتر بمصالحه وتكمم الأفواه وتقول عن نفسها بحماس أهوج “إننا بلد ديمقراطي”.

جولة قصيرة على التجارب العالمية في مجال الديمقراطية، سنكتشف في هذه الجولة عظمة الديمقراطية التي جاء بها المشروع الإصلاحي لسيدي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، والتي أعطت العالم دروسا طويلة في كرامة الإنسان وقيمة الروحية والإرادة المستقلة والشخصية الفذة، والتفكير الشخصي الحر، وهذه هي التربية الديمقراطية الحقة.

نحتفل يوم غد “14 فبراير” بذكرى ميثاق العمل الوطني، ولهذا اليوم دلالة وأهمية خاصة، حيث أخذت البحرين تسير على نحو يحقق التكامل وتضع الإجراءات والخطوات التي تهيئ المزيد من التقدم والنماء على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي وفي مختلف القطاعات، وسارت على استراتيجية ونشاط غير تقليدي من العمل الجاد في مختلف الميادين، حتى انفردت البحرين دون غيرها من دول المنطقة بالتميز في تحقيق العدالة والرخاء، والديمقراطية السليمة ومبادئ الإنسانية والحرية.

كل دولة من دول العالم وقفت وقفة خاصة عند ميثاق العمل الوطني وأعجبت برسم خطوطه الكبرى وقوانينه وقواعده ومقوماته، وكيف فتح طريق الازدهار لهذا الوطن العزيز وقفز به قفزات عملاقة نحو المجد والنجاح والانتصارات والمنجزات الفريدة، ما حقق الإكبار والإعجاب.

ها هي البحرين تحتفل بذكرى ميثاق العمل الوطني وعظمة ديمقراطيتها في الغد الباسم بأعذب الأناشيد.