العدد 4137
الثلاثاء 11 فبراير 2020
banner
ثقافة “السنع”
الثلاثاء 11 فبراير 2020

في اتصال لأحد القراء المحترمين سألني متحيراً: أخبرني كيف لي أن أتعامل مع هذا المدير المتعجرف الذي يحتاج إلى دراسة “كاتلوك” شخصيته الغريبة دراسة متأنية لتفهم ما يحب وما يكره وكيف ومتى؟ فمثلا من عاداته التي تكشفُ لك حقيقة هذا الرجل أنه لا يبدأ بالسلام علينا نحن الموظفين أبداً، عليك أن تُبادره بالسلام سواء كان جالسا أم ماشياً، وإلا عليك تحمل عاقبة ذلك، وقال ساخراً (خبرك لزوم الهيبة المصطنعة)، كما أن مفردات “السنع” مثل “لو سمحت” و”شكرا جزيلا” ليست في قاموسه بتاتا، بالمختصر هو “قليل سنع”.

نعاني مشكلة حقيقية مع بعض المسؤولين الذين يعيشون في فقاعة الهيبة الكارتونية عندما يحصلون على المنصب، وهم بعيدون للغاية عن جوهر الموقع الذي يشغلونه، في الحقيقة هم بعيدون لدرجة أنهم باتوا يتقمصون شخصيات وهمية صاغتها مخيلتهم ومختلفة تماما عن شخصيتهم الحقيقية خارج أوقات العمل. مسؤولون غارقون في البروتوكولات المكتبية، وعزلوا أنفسهم عن المراجعين، بل حتى عن موظفيهم وهذا ما أكدتهُ لي إحدى الأخوات عندما قالت إن مديرة الدائرة التي تعمل بها لا يُسمح لأحد أن يقابلها أو حتى الاقتراب من مكتبها أو طلب المجيء للسلام والتحية، وفي حال أمرٍ طارئٍ ما، يطلب منك طاقم مكتبها كتابة رسالة مختصرة تشرح فيها ما تريد والانصراف إلى أن يتم الرد عليك عن طريق الهاتف.

يُذكرني هذا بما حدث في إحدى الدول الخليجية الشقيقة مؤخراً عندما جاءت أوامر عليا بخلع أبواب مكاتب المدراء جميعهم، وإجبارهم على مقابلة المراجعين بشكل مباشر والتوقف عن الاختباء خلف أبواب المكاتب المخملية المصنوعة من الخشب العاج الثمين.

في النهاية لكل مسؤول يتعامل بتعجرف مع الموظفين ولا يقابل المراجعين ولا يعرف أصول التعامل معهم، نقول له بلهجتنا الجميلة: “ تعلم السنع”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية