+A
A-

أردوغان: من الممكن أن تمتد مظاهرات العراق إلى إيران

اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في تصريح صحافي، أمس الجمعة، أنه من المحتمل أن تمتد مظاهرات العراق إلى إيران.

وعلى هامش زيارته إلى المجر، تحدث أردوغان مع الصحافيين عن المظاهرات التي تعم العراق منذ أسابيع، بحسب ما نقله موقع "إيران إنترناشونال". وفي هذا السياق، حذّر الرئيس التركي من "أولئك الذين يريدون حدوث انقسامات داخل العالم الإسلامي"، حسب تعبيره.

وقال أردوغان: "دعوني أكن صريحاً.. لدينا تكهنات بشأن من يقف وراء هذه الاضطرابات. كما أننا نظن أنه من الممكن أن تمتد هذه إلى إيران".

واعتبر أن "جدول الأعمال هو خلق انقسامات في العالم الإسلامي، وأن نقف ضد بعضنا بعضا. فكروا في الأمر: اتخذ العراق مواقف ضدنا. وحتى إيران اتخذت مواقف سلبية ضدنا".

وأشار أردوغان إلى الشعارات التي أطلقها المتظاهرون العراقيون ضد تدخلات النظام الإيراني، خاصة في المناطق ذات الغالبية الشيعية والهجوم على قنصلية إيران في كربلاء، متسائلا: "من يقف وراء هذه الاضطرابات أثناء الاحتجاجات العراقية؟". وأجاب: "نحن نظن بأن الذين بدأوا الاحتجاجات ويستمرون بها هم من يقفون وراء ذلك، وتحليلنا هو أنهم يخططون لمد هذه الاحتجاجات العراقية إلى داخل إيران".

ويأتي موقف الرئيس التركي متناغماً مع موقف المرشد الإيراني علي خامنئي الذي وصف الاحتجاجات في العراق بأنها "أعمال الشغب"، وذلك عقب الاتهامات بتورط النظام الإيراني في قمع هذه الاحتجاجات.

ويشهد العراق حركة احتجاجية مناهضة للحكومة تتركز في العاصمة بغداد ومدن جنوبية عدة، حيث يقوم المتظاهرون باعتصامات تستهدف الطرقات الرئيسية والبنية التحتية الحكومية.

وتخلل الاحتجاجات التي بدأت في الأول من تشرين الأول/أكتوبر الماضي أعمال عنف دامية أسفرت عن مقتل نحو 300 شخص بالإضافة لجرح الآلاف.

واقترحت الحكومة العراقية إصلاحات اجتماعية وتعديلات دستورية، لكن المتظاهرين يواصلون المطالبة برحيل كل المسؤولين الذين يعتبرونهم فاسدين وغير مؤهلين، وإعادة بناء كل النظام السياسي الذي أقيم بعد سقوط صدام حسين.

وتستمر محاولات إيران في تشويه صورة الاحتجاجات الشعبية في العراق ولبنان، والسعي في ربطها بجهات خارجية واعتبارها "مؤامرة" ضد الحكومتين المواليتين لطهران في كل من بغداد وبيروت. وفي هذا السياق، اتهم رئيس الأركان الإيراني محمد باقري، المحتجين في العراق ولبنان بتلقي الأموال من أجل الاستمرار في المظاهرات.

أما أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، فوصف في تصريحات له، الخميس، الاحتجاجات في العراق بـ"فتنة داعش"، حسب تعبيره.

من جهتها، اتهمت منظمات حقوقية ومتظاهرون عراقيون الميليشيات التابعة لإيران بقتل المتظاهرين بالرصاص الحي. وتوجَّه أصابع الاتهام للحرس الثوري الإيراني في عمليات القتل من خلال القناصين والمقنعين في العراق، خاصة بعد الأنباء عن زيارة قائد فيلق القدس قاسم سليماني للقاء مسؤولين أمنيين عراقيين.