+A
A-

الجولة الثانية.. لا فائز في مناظرات الديمقراطيين وهجوم مكثف على بايدن

شهدت ليلة الأربعاء، الجولة الثانية من مناظرات المرشحين الديمقراطيين في ديترويت، بعد ليلة الثلاثاء، التي شارك فيها عشرة مرشحين من ضمن أكثر من عشرين مرشحاً، وكان أبرزهم بيرني ساندرز وإليزابيث وارين.

ليلة الأربعاء التي شارك فيها عشرة مرشحين أيضاً، كان نجومها جو بايدن وكامالا هاريس، حيث سعى بايدن لاسترداد قوته بعد أن تمت مواجهته بشدة في المرة السابقة من قبل غريمته هاريس التي وجهت له اتهامات بالتحيز العنصري.

مناظرات "موتور سيتي" أو ديترويت، لم تأتِ وفق المتوقع، بحسب مراقبين، إذ لم يكن النقاش على ما كان يأمل به الديمقراطيون وهم يخوضون معركة شرسة مقابل الرئيس دونالد ترمب في انتخابات 2020، دون قدرة واضحة إلى الآن على تحديد المرشح الأقوى لمقارعة الجمهوريين.

لا فائز واضح

لم يبدُ من فائز واضح في ليلة الأربعاء، وقال السيناتور كوري بوكر المرشح الديمقراطي وعضو مجلس الشيوخ من نيوجيرسي، معبراً عن الأزمة التي يمر بها مرشحو الحزب: "الشخص الذي يستمتع بهذا النقاش في الوقت الحالي هو دونالد ترمب، في الوقت الذي يدفع فيه الديمقراطيون بعضهم بعضاً".

وجاء تعليقه عقب جدل طويل حول قضايا وخطط الرعاية الصحية الخاصة.

وقد بدأت الليلة محمومة لبايدن من خلال التصريحات الافتتاحية، حيث تصاعد الهجوم عليه، الذي شمل سجله في الحقوق المدنية وحقوق المرأة والرعاية الصحية والخطط البيئية وسجل إدارة أوباما بشأن عمليات ترحيل الأجانب وغيرها من القضايا.

الضغائن الواضحة

كما حدث في ليلة الثلاثاء حيث طفا على السطح الانقسام بين التقدميين والوسطيين، فقد أعيدت الكرة في ليلة الأربعاء، مع مطالبة المعتدلين مثل السيناتور مايكل بينيت من كولورادو، الديمقراطيين بعدم الركض بعيداً باتجاه اليسار.

وقد ظهرت لحظات من النقاش أظهرت مدى الضغائن بين المرشحين لاسيما العنصر النسوي، كما بدا بين كامالا هاريس وتولسي جابرد، حيث ظهر جلياً أن الاثنين لا يحبان بعضهما.

يعطي ذلك مؤشرات على أن الانتخابات التمهيدية للديمقراطيين على وشك أن تصبح أكثر صراخاً، مع عشر مناظرات أخرى وشهور مقبلة قبل التصويت.

الهجوم على بايدن

كان جو بايدن هو الهدف الأساسي للجميع ليلة الأربعاء، وألقى كل من منافسيه التسعة على خشبة المسرح ما بوسعهم عليه، بحيث بدا كل واحد كما لو أنه يريد أن يصنع بصمته الخاصة، ليتكرر ما فعلته هاريس في المناقشة الأولى ولكن بدرجة أوسع هذه المرة.

وقد كان أول مرشح تحدث في ليلة الأربعاء هو عمدة مدينة نيويورك بيل دي بلاسيو، الذي سارع إلى الهجوم على بايدن بإخبار المانحين الأثرياء بأن شيئًا لن يتغير جوهرياً إذا أصبح بايدن رئيساً للولايات المتحدة.

من هنا كان الهجوم مفتوحاً على بايدن من قبل اثنين من أشد منتقديه في السباق وهما، هاريس وبوكر، كما تعرض بايدن للهجوم من قبل حاكم واشنطن جاي إنسلي، بسبب خطته للمناخ.

وقد بدا بايدن معقود اللسان في بعض الأحيان، لكنه لم يكن ذلك بالشكل المطلق أو أنه كان بطيئاً في الاستجابة، كما بدا في المناقشات الأولى.

كما حاول تجنب الهجوم من قبل السيناتور كيرستن غيليبيراند التي حاولت تصويره على أنه معارض لحقوق المرأة.

هاريس المشوشة

بالنسبة لكامالا هاريس برغم أنها كانت نجمة المناظرة السابقة، حيث عنفت بايدن كثيراً، إلا أنها هذه المرة ظهرت مشوشة، ولم تستعد قوتها في ميامي بعد هجومها الوحشي مع بايدن بشأن النقل الفيدرالي.

في ليلة ديترويت كانت مرتبكة، واستمرت في محاولة الرد على الهجوم عليها في مسائل تتعلق بسجلها كمحامية عامة في كاليفورنيا وأسئلة حول ما إذا كانت تتخبط في القضايا الرئيسية.

كما تعرضت هاريس للتدقيق بسبب عدم وضوح ما إذا كانت خطتها، ستؤدي إلى زيادة الضرائب على الطبقة الوسطى، وما إذا كانت ستلغي التأمين الخاص.

يقول النقاد إن خطة هاريس مستحيلة التنفيذ دون القيام بكل من هذين الأمرين، وأن الموضوع بوضوح ليس في سيطرتها.

وفي الوقت الذي ردت فيه هاريس باتهام منافسيها باستخدام نقاط النقد التي يوجهها الجمهوريون عادة، إلا أن الهجمات المستمرة من بايدن وبينيت كانت فعالة وأبقتها في موقف دفاعي.