العدد 3937
الجمعة 26 يوليو 2019
banner
المسؤول و“الذئب”
الجمعة 26 يوليو 2019

حقيقة خرجتُ بها، بعد تنقلي بعدد ليس بالقليل من الوظائف، بأنه “إذا كان المسؤول أكبر من المنصب، تجده متواضعًا وعادلاً ومنتجًا والأهم صادقًا، وبالعكس تمامًا حين يكون المنصب أكبر منه، حيث تجده مغرورًا، متغطرسًا، ظالمًا، نازعًا لحقوق الموظفين”.

الإشكالية الأخرى، تكمن بمعاناة الموظفين مع المسؤول (الشلاخ) والذي يعاني (النقص) و(الفراغ) وقلة الفهم والحيلة.

منها حكاية مسؤول، كان يهوى هدر وقت الموظفين (بالتلشيخ) عليهم ببطولات كان هو فارسها، بقوله ذات مره: كُنت في رحلة مع مسؤولين كبار، لأنهم دائمًا يعزمونني، وبينما كنا جالسين بالبر، اقترب وقت آذان العصر، فأخذت معي (طاسة) ماء لكي أتوضأ، وذهبت خلف (تبه) رملية قريبة، وما أن وصلت، حتى تفاجأت بذئب ضخم يقف خلفها، وهو ينظر لي بشرر.

ويضيف المسؤول: تطلعت إليه بخوف، لأنني إذا لم أقل أنني خفت، أكون كذابًا، والكذب خيبة، ولكن كان هنالك صوت بداخلي يقول: يا عيب على الرجال، اصمد يا ولد، اصمد، وفعلاً صمدت، وبدأت بالتراجع بهدوء للخلف، وأنا أتحسّس أي شيء على الأرض لكي أهجم به على هذا الذئب الوقح، والذي اختار الطريدة الخطأ، لكنني لم أجد شيئًا للأسف.

ويزيد: فجأة تذكرت، بأن بيدي (طاسة) الماء، (فنثرتها) عليه بغتة وبعنف، فتفاجأ الذئب، وحين شاف (هذه الشوفة) ولّى الإدبار هاربًا.

تطلع إليه الموظفون بصمت، وهم يمطون شفايفهم، ويرسلون لبعضهم إشارات توحي بعدم التصديق، وأقوى هذه الإشارات إشارة المقص، بالإصبعين السبابة والوسطى.

لحظات قبل أن يعلق أحدهم: يا سلام على البطولة والشجاعة، وتصديقًا لكلامك، لاقاني نفس الذئب بعدما هرب منك بلحظات، لأنني كنت متواجدًا بنفس المنطقة وبذات الوقت يومها، وحين واجهته صفعته على وجهه، على قدر ما أعطاني ربي من قوة، و(انبلت) يدي بالماء، والذي استغربت من مصدره، والآن فقط عرفت من أين أتى؟

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .