+A
A-

هيئة الثقافة والأعلى للبيئة يطلقان مشروع "ستوديو 244"

بهدف خلق مساحة مشتركة تزاوج بين الفضاءات الثقافية والبيئية والمجتمعية، أطلقت هيئة البحرين للثقافة والآثار بالتعاون مع المجلس الأعلى للبيئة مساء الثلاثاء الموافق 19 مارس الجاري مشروعهما الجديد "ستوديو 244"، في مركز منتزه ومحمية دوحة عراد بمدينة المحرق، بحضور معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة الهيئة وسعادة الدكتور محمد بن مبارك بن دينه الرئيس التنفيذي للمجلس وسعادة الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة مدير عام الثقافة والفنون بالهيئة، إضافة إلى تواجد عدد من الفنانين والمهتمين، ووسط حضورٍ إعلاميٍ كبير. ويأتي افتتاح هذا المشروع ضمن فعاليات النسخة الرابعة عشرة من مهرجان ربيع الثقافة. 

وأنطلق مشروع "ستوديو 244" بمعرض نظمتهُ (Fab Lab Bahrain)، وشارك في الاشتغال عليه عدد من الفنانين البحرينيين الذين استعرضوا في أعمالهم مجموعة من الطيور المهاجرة، بعضها مهددٌ بالانقراض نظراً لفقدان الموائل الطبيعية.

ومن هذا المنطلق، أكدت معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة على أن ما يميز هذا المشروع هو أنه نتاج للتعاون بين الثقافة والبيئة، مؤكدةً بأن رسالة الثقافة لابد أن تصل بمعلومة مهمة للمتلقي، فمن خلال مثل هذه الأعمال الفنية المطروحة يؤكد الفنانون على أن بيئتنا بحاجة إلى من يعتني بها ويرعاها، فالطيور التي تفد إلى أرض المملكة، قل تواجدها بسبب فقدانها لمقومات بيئتها الطبيعية.وأشارت معاليها إلى أن الأعمال الفنية دائمًا ما تحملُ رسالة لمختلف فئات المجتمع، وهي رسالة للعالم أجمع، نظراً لكون المشكلات البيئية باتت من أهم القضايا التي تؤرق المجتمع الدولي. وأضافت أنه ومن خلال هذا المشروع وما يطرحه "نؤكد على أن الثقافة فعل مقاومة حقيقي، لمقاومة كل ما يعكر صفو أجواء وطننا والعالم".

من جهته أكد سعادة الدكتور محمد بن دينة على أن هذا التعاون الذي جمع المجلس الأعلى للبيئة وهيئة البحرين للثقافة والآثار، جاء ليؤكد الحرص على رفع الوعي المجتمعي بين مختلف الفئات، من خلال أعمال الفنانين البحرينيين التي تقدمُ البيئة بصورة عامة، وتسهمُ في التوعية للحفاظ عليها. ولفت بن دينة إلى أن "دوحة عراد" التي يديرها المجلس هي مركز يرتادهُ مختلف أفراد المجتمع، مؤكداً على أن وجود "ستوديو 244" في قلب هذه الدوحة سيخلق مساحة فنية زاخرة بالرسائل التوعوية التي تعكس أهمية الحفاظ على البيئة، قائلاً: "نطمحُ من خلال الرسائل التوعية التي تتضمنها الأعمال الفنية إلى الحفاظ على البيئة والتخلص من المخلفات الضارة بها، وبمقدور الفنانين أن يحمّلوا أعمالهم هذه الرسائل التي ستسهم في رفع الوعي المجتمع حول موضوعاتٍ مهمة، ولفت انتباهه إلى الاضرار التي قد تلحق بالبيئة".

بدورها أكدت سعادة الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة على أهمية هذا التعاون الذي جمع الثقافة بالبيئة، وعلى أهمية أن تصل الثقافة إلى كل أفراد المجتمع، مضيفة: "وهذا ما يتسنى لـ "ستوديو 244" القيام به، من خلال وجوده في "دوحة عراد" ليصل بالفنون والجمال للجميع". ولفتت الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة إلى أن الافتتاح حمل مضامين بيئية وألقى الضوء على الطيور المحلية والمهاجرة، وذلك بالتعاون مع(Fab Lab Bahrain) التي تعمل على تحويل الأفكار إلى تطبيقات ثلاثية الأبعاد، مؤكدةً بأن هذا التعاون تعزز بمشاركة مجموعة من الفنانين البحرينيين الذين يمتلكون رؤى خلاقة.

هذا ويعد ستوديو 244 فضاءً مفتوحاً لمختلف الأنشطة الفنية والثقافية والمعرفية، التي سيكون زوّار المحمية على مقربةٍ منها، حيث سيمنحهم تجربة تتجاوزُ المألوف وستوجّه انتباههم إلى أهمية هذا الموقع الذي يعدُ موئلاً طبيعياً للعديد من أشكال الحياة الفطرية في المملكة. 

ويتكون المشروع من ثلاثة مبانٍ أكبرها "ستوديو 244"، الذي خصص ليكون مساحة لاستضافة المعارض الفنية والأعمال التركيبية، إلى جانب كونه مركزاً مفتوحًا لإقامة الندوات واللقاءات الثقافية والفنية والتوعوية، أما المبنيان الآخران، فهما الوحدتان (17) و(19) اللتان خصصتا للإقامة السنوية لمختلف الفنانين، وذلك عبر تصميم يتلاءم وهذا الهدف، إذ يتسع المبنيان للأعمال الفنية والحرفية واستضافة ورش العمل والمناسبات المجتمعية المختلفة.

وسيشكل هذا المشروع الثقافي وجهةً جديدة تضاف إلى الوجهات الثقافية والفنية التي تشرفُ عليها "هيئة البحرين للثقافة والآثار"، إذ سيقدم مجموعة واسعة من الأنشطة والبرامج المجتمعية التي تلبي تطلعات مختلف فئات المجتمع، وتنسجُ علاقةً بين ما هو فني وثقافي وبيئي ومجتمعي، عبر تسهيل إمكانات وصول الزوار إلى مختلف المنصات المفتوحة التي تخلق فضاءات متعددة، ضمن أجواء اجتماعية، بوسعها تحقيق ارتباطات ديناميكية بين أفراد المجتمع، الفنانين، علماء البيئة، ومطوري المناطق الحضرية.

ويأتي مشروع "ستوديو 244" كثمرة لمذكرة التفاهم بين "هيئة البحرين للثقافة والآثار" و"المجلس الأعلى للبيئة"، التي تم توقيعها خلال سبتمبر من العام الماضي. وتساعد هذه المذكرة على تعزيز التعاون ما بين الجهتين في المشاريع والبرامج المشتركة المستقبلية.