+A
A-

اللحية.. موضة أم تديُّن؟

في عصرنا الحالي اختلفت الموازين في مظاهر الشباب، حيث انقلبت الاعراف الى موضة تنتشر في مجتمعاتنا المحافظة. ما كان يميز رجال الدين والمتدينين سابقًا، اصبح الآن ليس حكرًا استثنائيًا عليهم. فبُتنا نشهد خروج اللحية من طابعها المتدين الى عالم الموضة المستقطب للشباب. وفي استطلاع قامت به "مسافات البلاد" مع مجموعة من الشباب للأخذ بآرائهم حول الموضوع وكانت هذه الاراء:

فكرة غربية
عبّر احمد النسيم عن الموضوع بقوله: "من عُرف سابق سائد في المجتمع، كانت اللِحى ذات منظور رائج وطبيعي، فمن يُربي اللحية ومن هم دون ذلك كُلهم في خانة واحدة، والتميز يأتي فيها لِّرَجُل الدين بحكم الهوية الإسلامية. أمّا الآن في المجتمع نرى من الأغلبية إن اللحية هدف مبتغاه الوصول الى رغبة كمالية ومنظر مُلفت، حتى أصبحت لدينا العديد من المحلات التجارية التي باتت تستقطب هذه الفئة الكبيرة التي تسعى جاهداً لإقناعها بأفكار ظاهرية، ومن وجهة نظري المختلفة قليلاً ما هي إلا فكرة غربية استقطابية تجانسية مع عجلة الزمن تحت إطار التغيير والعصر الحديث، وما يحدث الآن ما هو إلا فترة زمنية استهوائية وستظهر ظواهر غيرها على نفس النسق". أناقة
جاسم العالي اوضح: في الماضي كانت اللحية دلالة على الوقار وتطبيق للسنة النبوية، امّا الآن فيعتبرها البعض كإضافة وعنصر اناقة وجمال لا اكثر، فتغير المنظور العام بالنسبة للكثير حتى أصبحنا لا نعرف الهدف منها إن كان الجمال والاناقة ام التدين. 
موضة
مروة العميري قالت بأن في السابق كان العالم ينظر للشخص الملتحي بأنه ارهابي او ذو طابع متشدد، امّا الآن اصبحت اللحية (موضة) سائدة في جميع مجتمعات العالم، وقالت: "من وجهة نظري ارى بأنّ ليس من المهم أن يكون الرجل ذو لحية بقدر ما يكون منظره مقبولا ظاهريًا". تقليد
ولاء الراشد قالت": "سابقًا لم أكُن أرى الكثير ممّن يهتمون في شكل وحجم اللحية إلا كبار السن واهل الدين وقليل من فئة الشباب، ولكن الآن الأغلبية يسعى للتميز "بلحيته" اذ اصبحت رمزًا للجمال وليست رمزًا للوقار والهيبة كما في السابق. فأصبح بعضهم يلجأ إلى عملية زراعة اللحية ليسير معهم بنفس التيار، وبالتالي تزداد ثقته بمظهره. ولربما يعود السبب من تأثير المسلسلات التركية ومدح الممثلين الأتراك أصحاب اللحية الكبيرة في مواقع التواصل الإجتماعي، وهذا التأثير أدى إلى تقليدهم ليكونوا مثلهم ليحصلوا على المدح والإعجاب ايضا.

أخلاق
قال احمد البلوشي بأنّ بسبب التداخلات الاعلامية والثقافية الدخيلة على المجتمع والثقافة الغربية في (no shave till December) -
أيان الشخص لا يقوم بالحلاقة من مطلع شهر سبتمبر الى بداية ديسمبر، ويقوم بذلك بعض الشباب العربي تقليدًا للغرب، وهناك آخرين  وضعوا اللحية بسبب الالتزام
الحقيقي، وهذا يعد تشويهًا للشخص المتدين، واضاف: "الشخصية لا تقاس باللحى، فلا يمكن ان نحكم على الشخص من خلال لحيته بل من خلال اخلاقه وتعامله مع الآخرين".