يتهمنا البعض بالتقصير في تغطية مشاركة منتخب كرة اليد ببطولة كأس العالم المقامة حاليًّا في ألمانيا والدانمارك، التي تتزامن مع مشاركة منتخب كرة القدم ببطولة كأس آسيا المقامة في الإمارات!
شخصيًّا، أقف متعجبًا من هذا الاتهام الفج، الذي لا يستند على منطق أو مهنيّة؛ ذلك أن بلوغ منتخب اليد مسابقة كأس العالم التي تقام بشكل سنوي أصبحت خطوة اعتيادية، وتبدو غاية اتحاد اللعبة في هذه البطولة مقتصرة على الظفر ببطاقة التأهل دون أي نزعة لعبور الدور الأول؛ لأسباب بديهية أعرفها جيدًا!
غير أنني بهذا القلم، أود إيصال رسالة واضحة إلى من يهمه الأمر، خصوصًا لمن راح يشطح في الفضاء بكلمات المزايدة متهمًا الصحافة بعدم إنصاف منتخب اليد، متناسيًا أن إبراز هذه النتائج الهزيلة لا يتناسب مع الذوق العام الذي انفرجت أساريره بتأهل منتخب الكرة لدور الـ 16 في البطولة الآسيوية التي تقام كل 4 سنوات مرة واحدة.
والأكثر من ذلك، أن من الطبيعي أن تأخذ كرة القدم الاهتمام الأكبر، فهي اللعبة الشعبية الأولى في العالم، والصحافة بطبعها تعبر عن نبض الشارع، ومن يجهل المزاج العام فيما يتعلق بمشاركة منتخب كرة اليد وكرة القدم ما عليه إلا أن يتجوّل في المقاهي والديوانيات؛ ليعرف جيدًا ما الذي يشغل الناس في الوقت الراهن!
وأخيرًا، لست هنا لأنحاز إلى منتخب كرة اليد أو كرة القدم، ولا الصحافة تفعل ذلك، إنما ينحاز جميع الزملاء الصحافيين إلى منتخبات الوطن، غير أن الأولويات الإخبارية تفرض علينا إعطاء مساحة من التغطية لمنتخب على حساب الآخر، خصوصًا عندما تكون نتائج الأول مخيبة للآمال والأخير مبشرة ومفرحة، علمًا أن الصحافة لم تقصر في دعم منتخب اليد؛ وذلك من خلال التغاضي عن خساراته المفجعة!