العدد 3672
السبت 03 نوفمبر 2018
banner
بحث إيراني عن صفقة مع الشيطانين (1)
السبت 03 نوفمبر 2018

كلّ يغني على ليلاه في قمة إسطنبول التي جمعت الرئيس فلاديمير بوتين والرئيس إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس رجب طيب أردوغان. اجتمع الزعماء الأربعة في غياب أربعة أطراف معنية مباشرة بالمأساة السورية: الولايات المتحدة، إيران، إسرائيل، النظام السوري نفسه. إذا كان النظام السوري قد صار مجرد متفرّج على ما يجري في سوريا، فإنّ الولايات المتحدة التي تُسيطر على “سوريا المفيدة”، أي منطقة شرق الفرات، صارت لاعباً أساسياً في ما كان يُعرف بالجمهورية العربية السورية، أمّا إسرائيل، فهي تتحكّم بخيوط كثيرة، على الرغم من دخولها مرحلة البحث عن تفاهمات جديدة مع روسيا في شأن كيفية التعاطي مع الوجود الإيراني في الأراضي السورية.

لا يزال الهمّ الأول لألمانيا وفرنسا الهجرة السورية إلى البلدين، هاجس ماكرون وميركل أن تسمح تركيا بانتقال السوريين الموجودين في أراضيها إلى أوروبا، لا تزال ألمانيا المكان المفضل للجوء السوري وقد خلق ذلك مشاكل كبيرة لميركل التي فقدت الكثير من شعبيتها في ظلّ صعود اليمين المتطرف.

ما ينطبق على ألمانيا، ينطبق أيضاً على فرنسا حيث بات يتوجب على الرئيس ماكرون البحث عن طريقة للتصدي للتآكل المستمر لشعبيته بعدما اكتشف الفرنسيون أنّه ليس ذلك الرئيس الاستثنائي الذي راهنوا عليه، فحملوه إلى قصر الإليزيه.

يغني الرئيس بوتين على ليلاه أيضاً، مرت ثلاث سنوات على التدخل الروسي المباشر في الحرب على الشعب السوري، واستطاع الرئيس الروسي إبقاء بشّار الأسد في دمشق، لكن ماذا بعد ذلك؟ ليس هناك من يريد شراء الورقة السورية، في المدى الطويل ليس لدى روسيا ما تفعله في سوريا من دون دعم أميركي وأوروبي لمشروعها السوري.

يبقى الهمّ التركي، تريد تركيا ضمان مستقبل وجودها في الأراضي السورية، دخلت قواتها إلى الأراضي السورية ولن تكون مستعدة لمغادرتها يوماً، تسعى تركيا إلى تكرار تجربتها القبرصية في سوريا، هل من يسأل اليوم لماذا لا تزال تركيا موجودة عسكرياً في قبرص، ولماذا لا يوجد اهتمام تركي من أي نوع لإيجاد حل سياسي يؤدي إلى إعادة توحيد الجزيرة التي صار القسم اليوناني منها عضواً في الاتحاد الأوروبي؟

إذا كان من خلاصة يمكن الخروج بها من قمّة إسطنبول، فهذه الخلاصة هي أن الأزمة السورية مازالت في بدايتها، لا وجود بعد لأي أسس لتسوية سياسية، هذا ما يسمح لوزير خارجية النظام وليد المعلّم، وهو شخص ظريف، بالقول في موسكو إن النظام السوري سيكافئ روسيا بعقود إعادة الإعمار، علماً أنه لا وجود لأية عقود أو أي إعمار، ولا لمن يريد الاستثمار في عملية من هذا النوع أو المساهمة فيها، أقلّه إلى الآن. ذهب المعلّم أخيراً، وهو لا يصدّق أية كلمة تصدر عنه، إلى رفض أي تدخل خارجي في صياغة الدستور السوري الجديد. “المستقبل”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية