+A
A-

سوريا.. قاعدة أميركية صغيرة لأهداف "كبيرة"

في جنوب شرقي سوريا، تقبع قاعدة عسكرية أميركية صغيرة لا تلحظ منها سوى الحواجز والخيام المحاطة برمال الصحراء الهائلة، لكن هذه الحامية تعد حجر الزاوية في محاربة النفوذ الإيراني الممتد في هذا البلد، بحسب صحيفة واشنطن بوست الأميركية.

قاعدة التنف العسكرية الأميركية التي أُنشئت لمكافحة تنظيم داعش في الأساس عام 2016، أصبحت بموقعها الاستراتيجي على طول الطريق السريع الذي يربط النظام السوري في دمشق مع داعميه في طهران، ركنا أساسيا في خطط البيت الأبيض لمواجهة التمدد الإيراني.

وتعهد الرئيس ترامب بمواجهة إيران ووكلائها في جميع أنحاء المنطقة، من لبنان إلى اليمن إلى سوريا، وهو محور استراتيجيته في الشرق الأوسط التي بدأت بعقوبات اقتصادية على طهران وانسحاب واشنطن من الاتفاق النووي.

وقال مسؤولون إن الولايات المتحدة ستلتزم بالبقاء في سوريا إلى أن تغادر القوات الإيرانية، متعهدة بإنهاء برنامج طهران للدعم العسكري والمالي الهائل الذي ساعد الرئيس السوري بشار الأسد على عكس مسار الحرب.

ووصف الجنرال جوزيف فوتيل، الذي يقود القيادة المركزية الأميركية، التنف بأنها عنصر أساسي في المهمة العسكرية المستمرة للقضاء على داعش وضمان عدم قدرته على العودة.

وخلال حديثه يوم الاثنين إلى الضباط والجنود في القاعدة، لفت إلى فوائد إضافية تتعلق بعرقلة إيران، حيث وجود قوات أميركية في هذا الموقع يجعل من الصعب على الإيرانيين بناء وجود عسكري في سوريا.

وقال فوتيل: ​​"لا يمكن إنكار أن لدينا نوعًا من التأثير غير المباشر عليهم".

ويمكن لهذه القاعدة دعم خطة الولايات المتحدة الدبلوماسية لإنهاء الحرب، فبحسب فوتيل، "يوفر الوجود الأميركي العسكري قوة للدبلوماسية من أجل تحقيق أهدافها."

وتُظهر الحامية، التي يحرسها مئات من القوات الأجنبية وقوة من المقاتلين السوريين، كيف سعت الولايات المتحدة إلى وسائل أقل خطورة لمجابهة إيران على الأرض حتى مع تصعيد كبار المسؤولين للحرب الكلامية وتكثيف الضغط الاقتصادي والدبلوماسي. على طهران.

وكانت المخاطر الكبيرة التي ينطوي عليها الوجود الأميركي في جنوب سوريا واضحة في العام الماضي عندما أطلقت القوات الأميركية النار على عناصر مرتبطة بالإيرانيين اقتربت من منطقة محظورة تبعد 30 ميلاً عن القاعدة.

وأسقط الجيش الأميركي حينها طائرتين إيرانيتين بدون طيار بالقرب من القاعدة، في أخطر مواجهة من نوعها بين القوات الأميركية مع العناصر المرتبطة بالإيرانيين منذ وصولهم إلى سوريا في عام 2014.
وبينما يقول البيت الأبيض إن الولايات المتحدة ستبقى في سوريا إلى أن تخرج القوات والميليشيات الإيرانية، التي تقدر بـ 10 آلاف مقاتل، من سوريا، فإن مسؤولين يشيرون إلى أن المهمة الموازية ستكون دبلوماسية بشكل أكبر.

وأكد المسؤول أن الوجود العسكري الأميركي في التنف "يدل على أن واشنطن لا تفكر بالانسحاب عسكريا من الشرق الأوسط أو سوريا، إلى أن يكون لدينا وضعا أمنيا يلبي مصالحنا ومصالح حلفائنا".