العدد 3652
الأحد 14 أكتوبر 2018
banner
كارثة المبنى
الأحد 14 أكتوبر 2018

لا يوجد لدينا ما نضيفه بعد الموقف الحازم الذي اتخذه رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان حفظه الله ورعاه بإعطائه الأوامر المباشرة لفتح تحقيق في أسباب كارثة انهيار مبنى سكني بمنطقة السلمانية.

التحقيق الفوري مع كائن من كان هو بيت القصيد في مثل تلك السابقة حتى لا تتكرر، وحتى لا يقال عنا “أن ما طار طير وارتفع إلا وكما طار وقع” على طريقة لعبة “السلم والثعبان” .

مملكة البحرين برؤية قادتها، وبإحساسهم العميق بهموم المواطن ومشكلاته، جنبنا الكثير من الكوارث والأزمات، ونأى بنا عما سلكته بلدان شقيقة أخرى، فكان مصير شعبها التشريد والهجرة إلى المجهول.

في بلادنا نحمد الله ونشكر فضله، على أن الانضباط الحكومي والاتزان الإداري قد مكنا أجهزة الدولة من أن تصل في جميع المواعيد التي يطلبها المواطن، وأن تكون سندا له في جميع الظروف والمشكلات، بل أن تكون متقدمة عليه في كثير من الهموم والشؤون والشجون.

من هنا كان رئيس الوزراء شديد الحرص، وهو يوجه أجهزة الدولة سواء من مجلسه الأسبوعي العامر، أو من خلال مجلس الوزراء كي تنزل إلى رغبة المواطنين، تقتفي آثار مشكلاتهم، تتابع قضاياهم اليومية، وتقف بدقة على الحلول الناجعة لهمومهم الحياتية.

نحن نعلم أن وزارات الدولة المختلفة وأجهزتها المعنية من محافظات ومجالس بلديات وغيرها سوف تلبي نداء الأب الرئيس، سوف تقف وبسرعة على مكامن الضعف وعلى بؤر التردي التي أدت إلى انهيار العقار السكني والذي راح ضحيته حتى الآن 4 وفيات، علاوة على أكثر من ثلاثين مصابا.

نحن نعرف أن الوصول متأخرين خير من أن لا نصل أبدا، وأن انهيار عقار لا يعني بالضرورة أن مسبحة العمران قد انفرطت، وأن الهرم المقلوب قد بدأت حجارته في السقوط على بعضها البعض، بالعكس نحن مثل أي دولة في العالم، لدينا من الإنجازات وعلينا من المآخذ ما يدفعنا إلى أن نبدأ من جديد، أن نسد الثغرات وأن نبحث في حقيقة الأسباب، وألا نتمادى في تشكيل اللجان المنبثقة عنها لجان أخرى، لتصبح النتيجة النهائية “صفر”تحقيق.

هذه المرة كان رئيس الوزراء كعادته متقدما مشهد التدخل بنفسه، وكان حفظه الله ورعاه متألما أشد الألم على الضحايا وأسرهم، لذلك شمل توجيهه الكريم إشراك عدة وزارات في التحقيق، منها الداخلية والعمل والتنمية الاجتماعية والأشغال والبلديات وكذلك الصحة، لم تقتصر الدعوة على تشكيل لجنة والسلام، أو الدعوة إلى تسمية فريق عمل تنتهي مهمته بانتهاء الحدث وتذهب الكارثة إلى “حصالة” النسيان. في جميع الأحوال انهيار مبنى السلمانية بالمنامة سابقة ترتقي إلى حد الكارثة، لماذا؟ لأننا لا نريد أن نقرأ من خلاله بداية مسلسل سقوط المباني الذي أصابت لعنته بلادا أخرى، ولا نتمنى أن نصاب بالترهل الأدائي الذي تنتهي قراراته إلى الحفظ الإداري وليذهب الضحايا إلى الجحيم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .