العدد 3645
الأحد 07 أكتوبر 2018
banner
قيمة البحرين
الأحد 07 أكتوبر 2018

شأنه في ذلك شأن مجالس الكبار في تاريخنا، كان مجلس رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان حفظه الله ورعاه الأحد الماضي، الحديث له شجون حول أمتنا العربية، العروبة في مهدها، والتجلي في زمانه الجميل، التكاتف في رسالته الخالدة، والوحدة العربية في ضمير أمتها الناهضة، كيف كنا، وكيف أصبحنا؟ هل مازلنا يدا بيد، نشد من أزر بعضنا البعض؟ أم إننا تفرقنا شيعا وقبائل، وتناحرنا أمما وعشائر، وانقسمنا جزرا وجزائر.

هكذا بدأ الأب الرئيس مجلسه الأسبوعي، وهو يشدد على الائتلاف لا الاختلاف، على الاتحاد ونبذ الفرقة والانقسام، ثم على الأمم التي ترهلت وتراخت وأصبحت في ذمة التاريخ، وتلك التي أدركت وقاومت وتوحدت فصارت راعية للحداثة والتقدم والنهضة والحضارة والبنان.

لقائى مع الأمين العام لجامعة الدول العربية الوزير أحمد أبو الغيط في القاهرة، وكيف أنه أشاد بأدوار خليفة بن سلمان الوحدوية كان هو الآخر من بين الأطروحات التي ظللت المجلس المهيب، فالأمة كلها، والجامعة العربية بوصفها رمزا لها، تتحدث من خلال أمينها العام عن حرص رئيس الوزراء على تضميد جراح الوطن الكبير، على النأى به من خلال وحداته القطرية مترامية الأطراف، عن المخاطر المحدقة، وكيف يمكن لهذه المنطقة المؤثرة من العالم أن تسبق حالة رد الفعل بمصاحبة الفعل حتى يرحل، وإفشال خططه حتى ييأس، وإزالة آثاره حتى تنقضي.

لم يكن يعرف العديد من زعمائنا في التاريخ العربي البعيد، من معهم ومن هم في الاتجاه المعاكس، ونحمد الله أن مواقف قادتنا الأوفياء، وقدرتهم على استشراف آفاق المستقبل، وحنكتهم في التعامل مع قضايا الواقع المعاصرة قد مكنتهم من فهم طبيعة شعوبهم، من الأخذ بأيديهم، بل وضع أيديها في أيديهم ليصنعوا معا أقدس البطولات في أشرف المعارك، وليحققوا معا أجمل الأماني لأجمل الأوطان.

خليفة بن سلمان كان قلقا على أمته ، قارئا لتاريخها مستلهما منه الدروس والعبر، لذلك أصبح الفهم العميق للتحديات التي تواجهنا سابقا لزمانه ومكانه، متقدما على التلكؤ الكسول حين تسيطر فكرة “تأجيل عمل اليوم إلى الغد” على إعمال العقل وتوجيههه نحو بوصلته المستقرة الآمنة.

إن مملكة البحرين استمدت قوتها وحنوها من قادة يدركون أن للبقاء أصول، وللثبات على الموقف ضريبة عافية، ولبناء الدولة العصرية أحداث لا تعتمد بالضرورة على ثروات ناضبة أو على إنجازات خادعة، لكنها تقوم على البشر كقوة دفع في الاتجاه الصحيح، وعلى العلم والمعرفة كأساس عنيد، ثم على الوحدة وقبول التحدى كأصل عميق، “جذره في الأرض وفرعه في السماء”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية