+A
A-

القرصنة.. الخطر الأكبر الذي يهدد أسواق الطاقة العالمية

تشكل عمليات القرصنة والاختراقات الإلكترونية التهديد الأكبر الذي يواجه شركات الطاقة في العالم، وهو ما يمكن أن يؤثر في أية لحظة على امدادات الطاقة في العالم، وبالتالي يؤثر فوراً على أسعارها، كما تحوَّلت عمليات القرصنة الإلكترونية تبعاً لذلك إلى مصدر قلق كبير للشركات العاملة في القطاع النفطي بمختلف أنحاء العالم.

ويسود الاعتقاد بأن دولاً وحكومات أصبحت تنفذ عمليات قرصنة إلكترونية، حيث توجهت أصابع الاتهام مؤخراً نحو روسيا بشن هجمات إلكترونية ضد دول أوروبية، وهو ما نفته موسكو، فضلاً عن وجود عصابات إلكترونية منظمة تقوم بشن هجمات موازية عبر الإنترنت قد تؤدي إلى تكبيد دول وشركات كبرى أضراراً كبيرة.

وتحدثت وثيقة صادرة عن شركة التأمين العالمية "مارش آند ماكلينن" عن المخاطر التي تواجه شركات الطاقة والتي تضخمت مؤخراً بسبب الاعتماد على الإنترنت في العلاقات بين شركات الطاقة العالمية فيما بينها، وبين هذه الشركات وزبائنها أيضاً، على أن الوثيقة قدمت بعض الأسس التي يتوجب على شركات التأمين اعتمادها على أساس هذه المخاطر الجديدة عند التعامل مع شركات الطاقة.

وقالت جريدة "فايننشال تايمز" في مقال كتبه الخبير في مجال الطاقة "نيك باتلر" فانه لا يوجد حتى الآن أية إحصاءات أو بيانات موثقة تكشف حجم المشاكل التي تعرضت لها شركات الطاقة العالمية، بسبب عمليات القرصنة وانتهاك أنظمتها الإلكترونية، كما لم تكشف هذه الشركات أيضاً عن التكاليف التي تتكبدها بسبب عمليات القرصنة أو المبالغ التي تدفعها بين الحين والآخر لعصابات القرصنة الإلكترونية كـ"فدية" من أجل الخلاص منهم أو التحرر من عمليات الاختراق التي يقومون بها.

ويقول المقال إنه "حتى الشركات التي تعتقد بأن لديها إدارة محترفة ومهنية تستطيع حماية أنظمتها الإلكترونية فإنها تظل معرضة للخسائر أو التعرض لعمليات القرصنة في حال وقوع أي من شركائها كضحية لهذه الجرائم".

ويشير المقال إلى أن "الابتزاز المالي هو أحد الدوافع الرئيسية للهجمات الإلكترونية، إضافة إلى وجود دافع آخر وهو سرقة معلومات حول السوق، مثل التوصل إلى معلومات عن خطط الدمج والاستحواذ، أو استراتيجيات تقديم العطاءات".

ويلفت الخبير نيك باتلر إلى أنَّ "أمن المعلومات عادة ما لا يستحوذ على اهتمام مجالس الإدارات في الشركات الكبرى، وعادة ما لا يعدو كونه مجرد بند صغير في اجتماعاتهم ما لم تحدث مشكلة كبيرة بسببه"، وذلك في إشارة إلى ضعف الانتباه إلى هذا الخطر الذي يهدد أسواق الطاقة العالمية في الوقت الراهن.

ويقول إن أغلب الشركات الكبرى توظف ضباطاً متخصصين في أمن المعلومات لكن المشكلة تظل في ضعف المعرفة بهذا المجال في أوساط الإدارات العليا ومجالس الإدارات، بما يجعل العمل على أمن المعلومات والحفاظ على الأنظمة الإلكترونية للشركات العاملة في السوق يتم في إطارات ضيقة، أو ما يطلق عليه باتلر "صناديق سوداء"، أي أن العمل على أمن المعلومات لا يزال يتم في الظل وليس في مقدمة أولويات إدارات الشركات.