التعاطي مع الشهادات الوهمية بلغة الكوبوي، والاستعراض الصوتي على طريقة الهنود الحمر لا يمكن أن تعمي حقيقة وجدية وأهمية دراسة القضية بكل فصولها. لا أحد يدعي أن كل مسؤول أصابعه محترقة بطبخ شهادته في مطبخ وهمي، ولا أحد يقول إن المشار إليهم ذوو فصيلة عرقية معينة، أو بلد معين، فكما انفجرت القنبلة في الكويت لتصيب الجميع مواطنين وأفراد ومسؤولين من كل الفئات، وتدحرجت كرة الثلج على الخريطة الخليجية لتصل إلى البحرين جاءت هنا لتبني على الخارطة البحرينية كرة ثلج كبرى.
في البحرين مسؤولون ومواطنون وقامات أكاديمية ينتزعون الثناء العلمي من فم القمر، وهم كثر، وقد يوجد قلة هم غير ذلك، ولا وطن براء من تلاعب البشر، والتعميم أمر خاطئ، لكن هذا لا يعني أن نلتجئ للصمت وخلط الأوراق عندما تنفجر أزمة شهادات وكأن شيئا لم يكن، هذا ونحن نلحظ بطالة أكاديميين منحشرين في زوايا النسيان أو بين جدران البيوت.
التلاعب بقضية شهادات الصين في الموضوع وزجها في ملف مختلف تماما أشبه بمن يتحسس منصبه وبطنه المتدلي كذبا وتلبيسا وخامة اعوجاج لا يقوم به فرد طارئ على عتبة رصيف ثقافي فضلا عن مسؤول.
ولو سلمنا أن شهادة الصين سبب في عدم التوظيف، فماذا عن أصحاب شهادات خريجي شهادات معترف بها ومصدق بها من وزارة التربية ذاتها من بريطانيا وكندا وفرنسا؟ لماذا يبقى هؤلاء بلا وظائف أو يسبحون في ظلام البطالة؟
لست هنا في موقع تقديم أي اتهام لأي أحد، فهذا من اختصاص المدققين، ومن يمتلكون توثيق الأمر بعلمية، ودقة، لكن محاولة إقحام خريجي الصين، وحشرهم في “سندويتش” الاتهام الموزع والمسموم يدل على شيء واحد، إننا أمام حرب ثقافة مصطنعة رخيصة ومعلنة للقضاء وتشويه جمجمة أي ملف يفتح، ولو كان بوثائق، ويخدم الوطن، فالبصق على كل ملف عام، ولو كان في موضوع مهني بحت يدل على أن هناك حمة سيكولوجية سيكوباتية مستعدة لنشر المرض وصنع “الفوبيات” المتجولة بغباء لعدم حل أي موضوع يمس الوطن.
إنه رقص شبيه بأنغام أميركا اللاتينية على أوجاع أناس محرومين من أقل القليل من الرفاع إلى المحرق إلى المنامة والبديع وكل منطقة بحرينية. حتى موضوع التقاعد راح البعض من أنصاف المثقفين بمحاولة يائسة لوضع الملح مكان السكر على جرح غائر.
هناك من رفع صوته من قبل: لا تتحدثوا عن بحرنة الوظائف؛ لأنه يضعف الوطن! مسألة بحرنة الوظائف لن يتم التوقف عن الكتابة عنها مهما ألقيت قنابل دخانية لحجب رؤية عيون الصحافة.
كما أثبت المشروع الإصلاحي جدارته بامتياز في إسعاد كل مواطن ببيوت الإسكان كذلك الجميع في رهان على المشروع الإصلاحي والحكومة في تظاهرة إدارية لتوظيف البحرينيين، وبحرنة كل القطاعات كما تفعل دولة الكويت الآن، وبحرنة المصارف والبنوك، ويكون هناك توجه للبحرنة من قبل كل الصحافة، والدولة والمؤسسات والوزارات.
ومن يحاول أن يقف حجر عثرة ضد ذلك من مدير توظيف هنا، أو مسؤولة هناك، فعليه مراجعة وطنيته بحيث يقبل أبناء البلد يذهبون بحثا عن وظيفة في أقصى بلدان العالم، وهنا يدسون أناسا بشهادات وهمية أو أجانب في وظائف يمكن للمواطن أن يحل محلهم.
الوطنية أن ندعم الحكومة في حلحلة المشاكل العالقة بمنطق وعلم، وخيرا فعلت الصحافة البحرينية بتنوعها في دعم كل ملف يخدم الوطن، أما الذين يتفننون في مكابرة لعرقلة توظيف المواطن مكان الأجنبي بوضع زجاج الكلمات بداخل كل ملف، فسيأتي يوم، إذا مستهم نار “التطفيش” من أي ملف غرباء عندما يأخذ الأجنبي وظائف أبنائهم، أو درس أحد أبنائهم في الصين أو تقاعدوا بلا امتيازات.
الحياة عبارة عن دائرة، ومكر التاريخ في البطالة لن يستثني أحدا. لنكن مع الوطن ندعم القيادة والشعب، والسعادة الحقيقية أن نشرك الجميع في كعكة السعادة.