لقاء أهالي الدراز مع جلالة الملك يحمل دلالات كثيرة، منها أن التواصل مع القيادة مسألة مهمة، ولابد من تعزيزها لتقوية الترابط، ولإيجاد مزيد من القنوات لإيصال نبض المجتمع. ثقافة التواصل والمشاركة مع القيادة تختصر مسافات كبيرة، وتساعد على حلحلة أمور كبرى. كان اللقاء وديا، ويحمل شفافية سيكون لها تأثير إيجابي على المنطقة وأهل الدراز.
اليوم كل منطقة بحرينية يجب أن تحدو حدو الدراز، وأعني المناطق التي احترق جزء من خيمتها بسبب الأوضاع المتوترة التي مرت بها البحرين، من سترة والسنابس وبني جمرة... إلخ. كل منطقة بإمكانها أن تقدم خلاصة فريق لرجالها للتواصل مع القيادة، وهي بدايات مع استمرارها ستؤثر وتقود إلى لملمة الأوجاع، وحلحلة أمور، وطرح مطالب وحاجات كل منطقة عن قرب.
كلنا نشتاق لعودة البحرين أيام الزمن الجميل، ممتلئة أعراسا، وتحتفل بأيامها الوطنية بمشاركة لا مقاطعة فيها، نشارك في كل شيء، ونصنع الأمل.
زيارة أهل الدراز تعطي رسالة أخرى أن الأهالي بإمكانهم المشاركة الانتخابية هذا العام، وتخرج من البيت القديم للمقاطعة إلى حيث قلعة المشاركة، التي تقوم أعمدتها على الواقعية السياسية والموضوعية الاقتصادية.
لا أحد يقاطع في هذا العالم انتخابات أو سلطة أو دولة إلا إذا كان ضعيفا في علم السياسة.
الدولة لا تقاطع، السلطة لا تقاطع في علم السياسة، بل تشارك، يتم التواصل الدائم معها، وهنا في البحرين عندما تتواصل مع الدولة أنت توصل صوتا، تطرح رأيا عن قرب لا عن مسافات بعيدة.
أعلم هناك ملفات تحتاج حلا وموضوعية ودقة علمية وطنية، لكن حلها ليس بمقاطعة الدولة أو الحكم والجلوس في زاوية ضيقة والبكاء يا ليل يا عين!! الحل التواصل بمنطق وعقل وموضوعية ووطنية وبالطرق الدستورية.
إن ما حدث في الدراز وإيجابيات الزيارة يجب أن يشجع، ويحتضن، ويبارك، وألا يسمح لأي صوت، ولوكان ضعيفا ممارسة النقد اللاذع، فما أسهل أن تنتقد، ولكن ما أصعب أن تحل قضايا الوطن، وقضايا الناس المتراكمة! المبادرة الدرازية يجب أن تعمم، وهذه بداية الغيث ثم ينهمر، تنهمر حلول قد تأتي من لطف الله عز وجل.
هذا الصوت الدرازي يجب أن يرتفع، ويكون الغالب، فالدراز لها مطالب كبقية المناطق، وشوارع الدراز كأنها شوارع العشرينات، والإضاءة ضعيفة، وتحتاج كثيرا من الأمور. هنا أنا أتحدث من قلب يحمل كل الحب للجميع، وكل أملي أن تعود البحرين كما كانت أيام الميثاق أفراحا في الشوارع والأزقة والبيوت، في كل قرية ومدينة، كل البحرينيين محتفلون بالميثاق والأهازيج في كل مكان بوحدة وطنية داعمة للقيادة وللشعب.
هي حكاية ستستمر من الدُر البشري حمد إلى قرية المحبة الدراز، والتي لغة بمعنى النعيم، الأمل يكبر ويعلو أن تتحول الدراز إلى نعيم جميل، بنية مدنية، وقرية نموذجية في طيبة أهلها وجمال شوارعها، وزيادة الأعراس الوطنية والأهلية فيها.
كان اللقاء أخادا وسبب ارتياحا في كل البحرين، لقاء الأب مع أبنائه، محبة، وتطلعا، وتبادلا جميلا في هموم الوطن، فكان من الدر إلى الدراز، وهكذا تعم الأفراح لتتحول كل مدينة جمالا من صاحب الجمال، من السنا إلى السنابس، ومن الرفعة إلى الرفاع، ومن المنى إلى المنامة سلسلة لا تنتهي كأيام الميثاق جمالا وأعراسًا.