العدد 3584
الثلاثاء 07 أغسطس 2018
banner
رياضة صيد الروبيان!
الثلاثاء 07 أغسطس 2018

قالها ساخرا وهو يرفع الموبايل إلى صاحبه: كان السي فود لا يفارق بيوتنا، فردَّ عليه: كانت المواهب لا تفارق ملاعبنا. يضحكان على مقطع فيديو بصوت مرتفع، وهما يرتشفان كوب قهوة ستعجز العرافة عن قراءته!

ما الذي غير الحال حتى أصبح الحفاظ على الرياضة يتطلب إنشاء أكاديميات لتفرخ اللاعبين مثلما يتم تفريخ الروبيان في الحضائر الاصطناعية فترة الحظر؟!

غادر الأطفال الحفاة الأحياء القديمة هاربين من زحف الغول العمراني على ساحاتهم الشعبية، وغادرت الأحياء البحرية مناطق الصيد التي رجمها الدفان، وهكذا أصبحت ملاذات التفريخ. أما أحواضا مغلقة في البحر أو ملاعب خاصة في مناطق نائية!

صار حال الصيادين في الأشهر القحط مثل حال المدربين في الأندية ينتظرون بفارغ الصبر أن تندلق عليهم دفعة جديدة من اللاعبين.

فترة الانتظار تطول كثيرا حتى تنخر المراكب عباب البحر لتملأ الشباك بالصيد الذي طال انتظاره، فيما تكتظ الملاعب الخضراء في الصيف اللاهب بلاعبين يشعرون بالحماسة، وهم يخوضون تجربة واقعية تحاكي ألعاب البلستيشن!

يرفع الصيادون الشبكة وينقلون غلة الروبيان إلى خزان المركب، فيظهر حجمه الصغير الذي صار أكثرية أمام نذرة الجامبو المناسب للوجبات الفاخرة.

وفي الجهة الأخرى، لا يظهر من بين اللاعبين الجدد موهبة يمكن التنبؤ لها بمستقبل واعد في الرياضة.

يحدد حجم الروبيان سعره في الأسواق، وتحدد موهبة اللاعب رغبة الأندية في احتوائه، وبهذه الطريقة الدرامية يضيع في الكثير من اللأحيان الوقت والجهد في عمل ليس له مردود مقنع، لكن الحكاية لم تنتهِ بعد!

تأتي ساعة الحقيقة للصيادين عندما تطبخ ربات البيوت وتعم رائحة الطعام أرجاء المنزل، وتدق ساعة الحقيقة عند المدربين عندما يشارك الفريق في مباراة مهمة على مستوى خارجي.

وفي هذا التوقيت بالتحديد، عندما تكون البطون جائعة والعيون شاخصة يمكننا أن نشعر بعمق معنى المثل الشعبي القائل: اللي في الجدر يطلعه الملاس" أو "هذا الميدان يحميدان!

والمحبط في الموضوع أن الاحتمالات الواردة يمكن ان تكون طبخة فاشلة أو نتيجة فاشلة، وهو أمر اعتدنا عليه في البحرين، فمن أكل خيبات أكثر منا: رياضية وغير رياضية؟

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية