كثيرًا ما تُركل كرة القدم من قائمة الأولويات عند المسؤولين في اللجنة الأولمبية، لاعتقاد تبيّن مع السنوات أنه لا يتناسب مع الحالة البحرينية الاستثنائية!
كان الاعتقاد دائمًا أن حفظ استقلالية كيان كرة القدم الذي يستند على جمعية عمومية مُعتبرة تضم 19 ناديًا، هو النهج العملي الصحيح للتطور في بلد تنساب عليه عباءة الديمقراطية من أعلى الكتف وحتى أخمص القدمين، فوجدت اللجنة الأولمبية نفسها مرتاحة من عناء مسؤولية كبرى رغم شعورها بالحرج من النتائج المتواضعة في الكثير من الأحيان.
لكن المسألة ليست بهذه السهولة، فلا اتحاد الكرة قادر وحده على تحقيق قفزة نوعية للعبة الأكثر شعبية في العالم ولا اللجنة الأولمبية بمقدورها أن تكون سفينة نوح وتنقذ وحدها اتحاد الكرة وأكثر من 24 اتحادًا لا يستطيع نصفهم تسلق التحديات دون عناية خاصة.
لذلك، لعبت كرة القدم دائمًا دور الأخت الكبرى التي تعتمد على ذاتها في إدارة شؤونها، وهذا ما دفع مجالس الإدارات المُتعاقبة على الاتحاد للبحث عن موارد مالية تضاف إلى الميزانية المعتمدة من قبل اللجنة الأولمبية، بهدف تسيير نشاط الساحرة المستديرة بالشكل الممكن، على أمل أن ينتشلها قطار المستقبل ذات يوم من خريف العنوسة الذي تصبح فيه الفرصة شبه معدومة!
في الوقت ذاته تتزايد المتطلبات يومًا بعد آخر من أجل الحفاظ على الكرة البحرينية من تجاعيد الزمن، وأن تبقى على أثر نظيراتها في دول الخليج اللاتي دخلن عش البطولات الإقليمية والعالمية ورفعن الألقاب والكؤوس عاليًا تمامًا، كما يُرفع الطفل الوليد بعد طول انتظار، وكان ذلك بفضل الاهتمام الكبير الذي حظيت به الأندية بوصفها الرحم الذي يلد المواهب والنجوم.
غير أن الكرة البحرينية لم تتغير كثيرًا، فلا زالت تعاني من مشكلة الجمود وقلة الإمكانية المادية، وهي في واقع الحال مثل الحلوى البحرينية، لم تطور نفسها كنظيرتها العمانية التي أصبحت تعرض اليوم في تغليف أنيق يشجعك على شرائها حتى وإن كنت غير مقتنع بأنك على وشك أن تأكل حلوى بطعم العلكة اللاصقة!
وهنا تكمن المشكلة، فلم يرفع أحد من المسؤولين الذين تعاقبوا على عضوية مجلس إدارة اتحاد الكرة نفسه من مقعده حتى عندما كانت سكاكين النقد حادة، في الفترة التي لم يكن فيها الناس يعتمدون على اختراع اسمه النافيجيتر يرسم الخرائط والمسارات بضغطة زر، فيتوهون في دوامة لها بداية وليس لها نهاية.
ولكن، ماذا يمكن أن يفعل أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة الحاليون والسابقون عندما يكون وجودهم في مجلس إدارة لا يملك النفوذ، لأنه ببساطة شديدة تشكل عبر دعوة لانتخابات جمعية عمومية تقوم بتنظيم فعاليتها شركة علاقات عامة، فيصبح الحفل الانتخابي بهيًّا، بينما التقارير الأدبية والمالية مُحزنة؟!