ما دور الثقافة في التنمية الوطنية؟ مازال هذا السؤال يتداول بين الأفراد والمؤسسات، في المجالس والمؤتمرات والمحاضرات، والعديد من المؤسسات الثقافية والمجتمعية محليًا وعربيًا لم تتوصل إلى تعريف خاص أو مُجمل للثقافة، إلا أن الكثير من الباحثين ورواد الأدب والفكر والثقافة يتفقون على أن للثقافة دورًا أساسيًا في التنمية الوطنية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والإنسانية، ولها دور في كل مجالات الحياة الإنسانية، كما أنهم يؤكدون أن الثقافة مصدر كل تقدم وازدهار وتطور في الحياة.

التنمية ليست بالاستثمار المالي والبناء العمراني فقط؛ بل إن مفهوم التنمية تطور وتفرع، كالتنمية السياسية والثقافية والمهنية والإنسانية والحقوقية وغير ذلك من المجالات التي تتطور ويبدع فيها الكثير من الأفراد والعلماء والأدباء، كما أن الثقافة تتطور وتزداد وتنمو كلما اتسعت ساحة الأدب والمسرح والتمثيل والشعر والغناء والكُتب باختلاف ألوانها، والإنسان مصدر النجاح لكل عملية تنموية باختلاف نوعيتها بما يملكه من قيم روحية وأخلاقية والقدرة على البذل والعطاء والإبداع، لذا، فهناك ترابط بين مختلف أنواع التنمية المادية والبشرية، ومنها ما يربط بين التنمية الوطنية والثقافة وأثرها الإيجابي على تطور البلاد وتقدمها.

ولإبراز هذا الدور النوعي والمتميز للثقافة أولت مملكة البحرين وقيادتها اهتمامًا كبيرًا بالثقافة بتنوعاتها، كما أن الشعب البحريني يتمتع بقدرٍ واسع من الإدراك والحس الثقافي في متابعته الجادة لأنشطة وفعاليات هيئة البحرين للثقافة والآثار والأندية والمؤسسات الأدبية الأخرى وما يتم عرضهُ من ندوات ومعارض فنية وحفلات غنائية وتنظيم زيارات مُتعددة للمناطق التراثية والتاريخية في مختلف محافظات البحرين، ويأتي هذا الاهتمام الرسمي والأهلي والشعبي بالثقافة وأهميتها لأسباب كثيرة، منها أن الثقافة من أسس التطور والتقدم للأفراد والمجتمع،وأن الثقافة مُنتج اقتصادي جيد ويدر دخلًا ماديًا للبلاد، وكلما كان المُنتج الثقافي جيدًا وجادًا استطاع أن يَدر دخلًا أكبر، وهذا يتطلب استثمارا ماليا جيدا لإظهار المُنتج الثقافي في أحسن صورة وأبهى فائدة، والثقافة عامل أساسي من عوامل الجذب السياحي، فالاستثمار في مواقع الآثار والتراث يُعزز من الإيراد المالي للاقتصاد الوطني.

إن اهتمام مملكة البحرين بالثقافة بسبب دورها في التنمية الوطنية، وغرس القيم الروحية والأخلاقية والحفاظ على العادات والتقاليد البحرينية الحميدة.