+A
A-

مباحثات تشكيل حكومة العراق.. الصدر يبتعد عن قلب المشهد

رغم مرور أسابيع على إعلان نتائج الانتخابات العراقية التي جرت في 12 مايو/أيار الماضي، وتصدر "تحالف سائرون" المدعوم من مقتدى الصدر لها، إلا أن الأجواء التي سمحت للصدر بأن يكون في قلب الحوارات السياسية يبدو أنها تتغيّر تدريجياً من بغداد باتجاه طهران، وتتجه نحو وضع الصدر أمام خيارَين/ إما القبول بتحالف جامع أو التوجه إلى المعارضة.

وكان الناطق باسم "ائتلاف الفتح"، أحمد الأسدي، قد أعلن في وقت سابق أن الائتلاف انطلق في حواره مع الصدر من مبدأ تشكيل حكومة جامعة وليس حكومة موالاة ومعارضة، مبيناً أن الوقت غير مناسب الآن لتطبيق مبدأ حكومة الموالاة والمعارضة، وذلك بسبب الظروف السياسية والأمنية، فضلاً عن عدد المقاعد التي حصلت عليها الكتل المشاركة في الانتخابات.

كما بيّن أن المحادثات ما بين رئيس الوزراء حيدر العبادي ورئيس "ائتلاف الفتح" هادي العامري ورئيس "ائتلاف دولة القانون" نوري المالكي توصلت إلى نتائج متقدمة فيما يتعلق بتشكيل كتلة تكون الأكبر في البرلمان العراقي، مشيراً إلى أن هناك مباحثات متوازية تجري مع تحالف القوى السنية والكتل الكردية بهذا الخصوص، قد تسفر عن إعلان تحالفات خلال الأيام المقبلة.

إعادة إنتاج حكومة وحدة وطنية

وفي هذا الإطار، قال المحلل السياسي هاني الياسري في حديث لـ"العربية.نت" إن "القوى السياسية المختلفة مقتنعة بحلِ إعادة إنتاج حكومة وحدة وطنية تشمل الجميع من دون استثناء، إلا من يستثني نفسه، بدءاً من القوى الشيعية الخمس الرئيسة، وصولاً للقوى السنية والكردية"، مشيراً إلى أن "مواقف الصدر بشأن شكل الحكومة مختلفة عن الرأي السائد، وهي تشكّل عائقاً أمام التوصل إلى مثل هكذا اتفاق منذ البداية".

وأضاف الياسري أن "التحالفات التي أعلنت في وقت سابق مع الصدر، ومن ضمنها إعلان التحالف مع هادي العامري، لم تكن تحالفات نهائية. ومعظم الحوارات والرسائل الداخلية التي يتلقاها الصدر الآن تهدف لتعديل موقفه من التقارب مع إيران".

وبيّن الياسري أن "الخطة رُسمت لتقسيم المراكز بين القوى الشيعية الخمس وتشكيل تحالف غير معلن لاختيار رئيس الحكومة المقبلة قد يتضمن الاختيار بين 3 أسماء، ومن ثم تشكيل كتلة معلنة مع تحالف أو تحالفين سنيين كبيرين، ومثلهما كرديين، للتصويت على الاسم المختار، وأسماء رئيس الجمهورية والبرلمان بصفقة واحدة قبل التوجه إلى البرلمان".

موقف الصدر من "مصافحة الفاسدين"

من جانبه، أعلن مسؤول المكتب السياسي للتيار الصدري ضياء الأسدي في حديث لـ"العربية.نت"، أن "مقتدى الصدر يعمل على إنهاء مسلسل الفساد والمحسوبية والمحاصصة وتوزيع المغانم، لذلك طالب بتشكيل الحكومة القادمة على أساس تكنوقراطي مستقل وبإجراء إصلاحات جدية في مؤسسات الدولة".

وأشار الأسدي إلى أن هذا "المشروع جوبه برفض عنيد وإصرار على الاستمرار وفق نهج الفشل والتراجع في مؤسسات الدولة وأدائها".

وأكد أن "التيار شعر واعترف بالخطأ، وبضرورة المراجعة والتصحيح وسعى إلى التغيير بكل جدية"، منوهاً بأن كتلته التي لا تشكل أكثر من 17% من حجم الحكومة المقبلة لا تستطيع أن تعمل شيئا بمفردها.

واعتبر الأسدي أنه "ليس بالضرورة أن يكون التصافح أو اللقاء مع المتهمين بالفساد والتقصير، هو اعتراف بنزاهتهم أو صلاحهم، فالسياسة والأمر الواقع يفرضان في كثير من الأحيان لقاء من لا نقبل بهم والتفاهم معهم للوصول إلى حلول للمشكلات المستعصية".