+A
A-

جنوب سوريا يغلي.. الأردن يحذر وأميركا "تسحب يدها"

يتحضر الجنوب السوري على ما يبدو للالتحاق بغوطة دمشق وباقي مناطق خفض التصعيد تدميرا وتسليما للنظام، في ظل التصعيد الأخير من قبل النظام السوري مسنودا بغارات روسية.

وكانت قوات النظام السوري بدأت، الثلاثاء، تكثيف قصفها على محافظة درعا، وتحديداً ريفها الشرقي، ما يُنذر بعملية عسكرية وشيكة في المنطقة الجنوبية.

وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، السبت، عن عشرات الغارات الروسية التي استهدفت بلدات في ريف درعا الشرقي.

وتدور المعارك بين قوات النظام وفصائل معارضة على محاور القتال بخط يبلغ أربعين كيلومترًا، حيث تحاول قوات الأسد التقدم لحصار منطقة اللجاة لفصلها عن محيطها، عن طريق السيطرة على بلدتي بصر الحرير ومسيكة، صلتي الوصل بين اللجاة وباقي مناطق الريف الشرقي.

إلى ذلك، تكتفي قوات النظام والميليشيات المقاتلة معها بحصار اللجاة دون دخولها، للحصول على استسلام أو ترحيل للسكان والمقاتلين باتجاه إدلب.

أما على جبهة مثلث الموت، فتحاول قوات النظام التقدم إليها كخطوة للسيطرة على مدينة الحارة والتل الاستراتيجي فيها، والذي يكشف مناطق واسعة في الريف الشمالي الغربي لدرعا.

الأردن يحذر

أما على الصعيد الأردني، فأكد مسؤول رفيع المستوى أن الأردن يجري اتصالاته مع روسيا للحفاظ على المصالح الأردنية في ظل التطورات الأخيرة التي يشهدها الجنوب السوري.

كما أكد المصدر الرسمي أن المملكة لن تتحمل تبعات أي تصعيد عسكري في الجنوب السوري، مشيرا إلى أن بلاده ستتخذ كل الخطوات اللازمة لحماية أمنها ومصالحها، وتتواصل مع جميع الأطراف لتحقيق ذلك.

وجدد المسؤول تأكيده أن الأردن يتواصل مع شريكيه الولايات المتحدة الأميركية وروسيا للتأكيد على ضرورة الحفاظ على منطقة خفض التصعيد. وذكر أن اتفاق خفض التصعيد نص على أن تكون المنطقة الجنوبية خالية من كل القوى غير السورية، داعيا جميع الأطراف إلى احترام هذا الالتزام.

وقال المصدر الرسمي الذي فضل عدم الإفصاح عن اسمه إن التحرك الأردني يأتي للحفاظ على حدوده وأمنه، مضيفا أن المملكة غير قادرة على استقبال موجات لجوء جديدة داخل أراضيها.

كما دعا المسؤول الأردني المجتمع الدولي إلى أن يتعامل مع الوضع الإنساني الذي تخلفه موجات النزوح من الداخل السوري وفي الداخل السوري، محذراً من أن المملكة تجاوزت طاقتها الاستيعابية.

وأضاف المصدر أن الأردن ملتزم بأداء واجبه الإنساني تجاه السوريين داخل الأراضي السورية، وشدد بهذا الصدد على أن المملكة ستقوم بالترتيب والتنسيق مع الأمم المتحدة، ومفوضية اللاجئين بخصوص هذا الملف في حال تطورت الأوضاع وأسفرت عن موجات لجوء.

واشنطن للمعارضة:" لا تتوقعوا دعمنا"

من جهتها، أبلغت واشنطن الفصائل المعارضة في جنوب سوريا بألا تتوقع دعما عسكريا منها.

وكشف قيادي في أحد الفصائل السورية المعارضة في جنوب سوريا لوكالة فرانس برس، الأحد، أن الولايات المتحدة أبلغت هذه الفصائل أنها لن تتدخل عسكرياً لدعمها في مواجهة هجوم وشيك لقوات النظام السوري.

وقال القيادي إن واشنطن أبلغت الفصائل بذلك برسالة كتبت باللغة العربية، وجاء فيها: "لا بد من توضيح موقفنا: نفهم أنه يجب اتخاذ قراركم حسب مصالحكم ومصالح أهاليكم وفصيلكم، وينبغي ألا تسندوا قراركم على افتراض أو توقع بتدخل عسكري من قبلنا".

وقالت الرسالة الصادرة عن جهة رسمية أميركية حسب القيادي "نحن في حكومة الولايات المتحدة نتفهم الظروف الصعبة التي تواجهونها الآن ولا نزال ننصح الروس والنظام السوري بعدم القيام بأي عمل عسكري".

ولم يصدر أي تعليق رسمي من واشنطن حول الرسالة.

وقال القيادي في الفصيل إن "محتوى الرسالة يفيد بأن أميركا لن تكون قادرة على مساعدة الجنوب، أي ما معناه دافعوا عن أنفسكم"، مشيراً إلى أن الرسالة جاءت كـ"توضيح من الولايات المتحدة وليست رداً على طلب من الفصائل". وأضاف "نحن نعرف أساساً أنهم لن يتدخلوا".

يذكر أنه بعد سيطرتها في الشهرين الماضيين على الغوطة الشرقية وأحياء في جنوب العاصمة دمشق، حدد النظام منطقة الجنوب السوري وجهة لعملياته العسكرية. واستقدم منذ أسابيع تعزيزات عسكرية إلى المنطقة.

أهمية المنطقة الجنوبية

وتكتسب المنطقة الجنوبية التي تضم محافظات درعا والقنيطرة والسويداء، خصوصيتها من أهمية موقعها الجغرافي الحدودي مع إسرائيل والأردن، فضلا عن قربها من دمشق.

وتسيطر الفصائل المعارضة على 70 في المئة من كل من محافظتي القنيطرة ودرعا، ويقتصر تواجدها في السويداء على أطراف المحافظة الغربية.

وتعد تلك المحافظات إحدى مناطق خفض التصعيد الأربع في سوريا. وقد أُعلن فيها وقف لإطلاق النار برعاية أميركية أردنية في تموز/يوليو الماضي، لتشهد توقفاً كاملاً في الأعمال القتالية.

وكانت قوات النظام سيطرت على منطقتي خفض تصعيد خلال الأشهر الماضية هما الغوطة الشرقية وريف حمص (وسط) الشمالي، ولم يبق بين المناطق الأربع سوى جنوب البلاد ومحافظة إدلب (شمال غرب).

ودعت كل من واشنطن والأمم المتحدة، السبت، إلى وقف العمليات العسكرية في الجنوب. وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي "ستكون روسيا مسؤولة عن أي تصعيد جديد في سوريا".

وشاركت روسيا ليل السبت للمرة الأولى منذ عام في شن غارات على مناطق سيطرة المعارضة في درعا دعماً لقوات النظام التي تخوض منذ أيام اشتباكات في ريف المحافظة الشرقي.