العدد 3470
الأحد 15 أبريل 2018
banner
تمارا... إلى أين؟!
الأحد 15 أبريل 2018

من أكثر الأسئلة التي باتت تحاصرني في كل مكان، وتتردد على مسامعي “ما هو سر دراستك برنامج الدكتوراه في إدارة الابتكار بعد 14 عاما من التخصص في الإعلام ما بين صحف وإذاعة وتلفزيون وعلاقات عامة؟”، ورغم صراحتي المعهودة وعدم تلوني في الإجابة، إلا أنني وجدت فيها ما هو صادم للكثيرين، “نعم أدرس الابتكار لأن كلي إيمان بأن الإعلام الذي درسته ومارسته سينقرض ويتلاشى إلى برمجيات وذكاء اصطناعي غير محدود سيقلل فرص عمل الكثيرين، خصوصا من المنتمين إلى المدرسة الكلاسيكية”.

ورغم عدم تقبل من حولي غالبا ما أراه في الأفق، إلا أنه وفي كل مرة تثبت صحة ما استنتجه أو حللته من خلال المعطيات المختلفة والمؤشرات، وكان بالفعل أن أطلت علينا تمارا، بجمالها غير المعهود وذكائها المدروس وحوارها المتقن، ولمن لا يعرف تمارا، هي مذيعة “برمجية” تجمع الأخبار وتحللها وتحررها، خرجت في حوار طويل منذ أسبوع على قناة العربية وستقوم قريبا بإذاعة الأخبار، وستعلن وداعية لجميع الدمى الفارغة التي تتمايل أمام الميكرفون بلا عقل واع أو ثقافة معهودة معتمدة على أطنان المكياج وعمليات التجميل الموسمية.

حقيقة، كنت أنتظر تمارا بفارغ الصبر، كنت ألمس قرب وصولها في أية لحظة، وكالعادة وصفني البعض بالمبالغة، لكن كيف لي أن أبالغ وقد شهدت بعض المهن من حولي تتلاشى مع قوة الابتكار والذكاء الاصطناعي من حولنا، فأغلب نشرات الأخبار التي كانت تحتاج ما بين 3 إلى 4 مصورين، باتت تخرج على الشاشة من خلال مصور واحد يجلس في غرفة التحكم ويحرك الأزرة يمينا ويسارا لضبط المشهد.

المعضلة هنا لا تتعلق بتمارا أو صوفيا - صوفيا ربورت سعودي قريب جدا للإنسان ويتحدث عددا من اللغات، ولديه القدرة على التعبير عن مشاعر الحزن والفرح والقلق وغيره – بل تدور في فلك الكثيرين ممن لم يعدوا العدة للانفتاح على متغيرات كثيرة ستعصف بالكون بأسره في غضون 25 عاما من الآن.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية