العدد 3446
الخميس 22 مارس 2018
banner
مرشد إيران فاقد للصلاحية (2)
الخميس 22 مارس 2018

إيران - أو بالأحرى نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية - بعد الانتفاضتين، لم تعد كما كانت قبلهما، ولاسيما بعد الانتفاضة الأخيرة التي اختلفت عن الأولى بكونها رفضت جناحي النظام، أي رفضت النظام برمته، وهو ما يمكن وصفه بتطور نوعي وحاسم في رؤية الشعب الإيراني للنظام، والذي يجب أن نلاحظه ونأخذه بالاعتبار، هو أن النظام اتهم منظمة مجاهدي خلق بالتدخل في الانتفاضة الأولى وحرفها عن مسارها الأصلي، لكنه في الثانية اتهم علنا وعلى لسان المرشد الأعلى الإيراني المنظمة بأنها كانت وراء الانتفاضة تخطيطا وإشرافا وتنفيذا، وهو دليل عملي آخر على أن نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية وصل إلى ما يمكن وصفه بدخوله منطقة الخطر، ذلك أن منظمة مجاهدي خلق كانت الداينمو الأكبر في إشعال وانتصار الثورة الإيرانية وهي التي كانت تقوم بمهمة التواصل بين المدن المختلفة في إيران والتنسيق فيما بينها، فإن دخولها كطرف أساسي في الانتفاضة الأخيرة يعني أن الأمور لن تسير كما سارت مع انتفاضة عام 2009، بل أخذت وتأخذ منحى آخرا يختلف تمام الاختلاف عنها، خصوصا إذا ما لاحظنا رد فعل وانعكاس الدعوة التي وجهتها الهيئة الاجتماعية لمنظمة مجاهدي خلق داخل إيران للقيام بنشاطات احتجاجية ضد النظام بمناسبة يوم الأربعاء الأحمر، وأسفرت عن تحركات احتجاجية واسعة شهدت ترديد شعارات الموت لخامنئي وروحاني، وقامت السلطات الإيرانية باعتقال 889 شخصا في 22 مدينة، ولاريب من أن الأيام القادمة تخفي الكثير من المفاجآت غير السعيدة للنظام، ذلك أن تاريخ هذه المنظمة يثبت على الدوام نفسها الطويل في نضالها ومقارعتها الدؤوبة ضد النظام وهي من النوع الذي لا يكل ولا يمل من النضال حتى تحقيق الهدف والغاية التي تناضل من أجلها.

سيناريو اختيار علي خامنئي لمنصب المرشد الأعلى لنظام ولاية الفقيه، والذي كان عرابه الراحل رفسنجاني (الذي تحوم شبهات حول وفاته المفاجئة، خصوصا بعد أن دعى جهارا إلى جعل القيادة جماعية وليست منحصرة في شخص الولي الفقيه)، جرى في عجالة رغم أن خامنئي وفي فيديو مسرب عن الاجتماعات التي أسفرت عن اختياره لهذا المنصب، كان قد أعلن عدم جدارته واستحقاقه هذا المنصب، وأثبتت الأيام ذلك بكل وضوح. إن استمرار الشعب الإيراني في التركيز على شعار الموت لخامنئي، يعني أن هذا الرجل انتهى سياسيا لكن الأهم والأخطر من ذلك بكثير هو أنه لا يوجد من يمكنه ملء هذا المنصب بعد الخميني، لذلك فإن أي مرشد آخر (حتى إن كانت القيادة جماعية أيضا)، سيكون طعما سهلا جدا لأية انتفاضة شعبية ضده، حيث إن الوعي العام (وهو الأهم في الثورات)، سيدرك أنه أمام “حائط منخفض” يمكن تجاوزه بسهولة. “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .