العدد 3400
الأحد 04 فبراير 2018
banner
مجلس الرئيس... رسالة الوحدة
الأحد 04 فبراير 2018

كانت رسالة سموه واضحة، الوحدة يا جماعة الخير هي التي تصون الأوطان، هي التي تذود عن مقدراتها، وهي التي تحمي مكتسباتها، إنها رسالة الساعة وكل ساعة، تلك التي كانت محور اللقاء بين رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة حفظه الله ورعاه مع سفراء دول مجلس التعاون الشقيقة مؤخرًا.

كان الحديث الذي لم يخل من التقدير والعرفان لرمانة ميزان الإقليم الشقيقة الكبرى السعودية، هو الذي تقدم المشهد المشحون، وهو الذي تخلل الود القائم على وحدة الصف، المملكة العربية السعودية بما حباها الله من وزن وثقل وتأثير، والمنطقة بما تواجهه من تحديات ومخاطر، كل ذلك جعل من الأمن والاستقرار بمثابة قاطرة التنمية، وهما صنوان الازدهار، لقد قالها سمو الأمير خليفة: لولا السعودية لكنا في وضع لا نحسد عليه، لكانت أزماتنا أكبر، وآلامنا أعمق، وأيامنا أصعب.

ونحمد الله ونشكر فضله، أنه سيّج بلادنا بالصبر والسلوان، بالعزم والعزيمة والإيمان، ومكن قادة الشقيقة الكبرى بما حباهم جل وعلا من حكمة وحسن فطن وعمق بصيرة، من النأي بالأمة عن المخاطر المحدقة، والضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه العدوان على ثوابتنا وتهديد منجزاتنا ومقدساتنا.

إن سمو رئيس الوزراء بحكمته المسكونة بالأمن والأمان، وبرؤيته الثاقبة لتثبيت بواعث النهوض بالوديان والأوطان، ودعم العرُى الوثقى بين الأشقاء والأصدقاء، تمكن من تحقيق رسالة الحب والسلام ليس بين دول المنطقة فحسب إنما على امتداد العالم أجمع.

لقد تحدث سموه مع سفراء دول “التعاون” بقلب ملؤه الحب والاعزاز، بجدارة وحدة الصف والأمة، بأمل كبير في أن تحقيقها ليس حلمًا وليس ترفًا، لكنه فعل ورد فعل، أداء وآلية وحركة، إرادة وحرية وبركة.

إن المملكة العربية السعودية كانت وستظل حاضرة على الدوام، في مواقف الذود عن الوجود والحدود، وفي مواضع التحليل والتفنيد، هكذا يذكرنا دائما قائد عليم ببواطن الأمور، ورئيس مهيمن بحكمة السنين وروعة الفاتحين.

إن رسائل المحبة والخير التي يبعث بها سموه إلى قادة المنطقة عمومًا وإلى قادة السعودية الكبرى خصوصًا لم تتقطع بها السبل أبدًا، لم تفقد بوصلتها، ولم تضل الطريق نحو قلوب عشاقها من الأشقاء في المنطقة والأصدقاء من خارجها: إنها ديدن القلوب البصيرة، والنفوس النضيرة والبلدان الأصيلة، لذلك فإن لم الشمل كان وسيظل هو ثقافة تنبع من وجدان حكماء الأمة، إيمان وامتنان قادتها بنهضتهم وكرامتهم وعزتهم، هو الفكر القائم على التقدم والتطور والنماء، والتسامح والتعاون والفداء.

هم قادتنا الأشداء، حين يواجهون التحدي بالقامات والهامات، بالعزيمة والفضيلة والإصرار، بالمال والدماء والرجال.

سلمت يا أبا علي وسلمت أمتك، عزيزة قوية، صابرة عفية، وحفظ الله بحريننا الغالية، وخليجنا التواق للخير، وعروبتنا الموعودة بالمجد، فهو نعم المولى ونعم النصير.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية