العدد 3323
الأحد 19 نوفمبر 2017
banner
مجلس الرئيس... عودة ميمونة
الأحد 19 نوفمبر 2017

رغم مشقة السفر لم يسترح رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان حفظه الله ورعاه، ففور عودته من الخارج بعد أن شارك مع قادة وزعماء العالم في الجنازة المهيبة لملك مملكة تايلند، ترأس مجلس الوزراء، والتقى المسؤولين والمواطنين، وتابع معهم شؤون وشجون الوطن، كانت راحته هي العمل الدءوب، واستراحته قصيرة تماماً مثل استراحة المحارب، يلتقط الأنفاس كي يبدأ النزال من جديد.

هذا هو خليفة بن سلمان، رائد مسيرة وصمام أمان، يتابع أحداث المنطقة والعالم، ويتعاطى بها مع مواطنيه ومسؤوليه، يدافع عن الفقيهات والمُسلمات، فلا تنمية من دون استقرار، ولا رخاء في وجود إرهاب، لذلك دعا سموه من منبرين في وقت واحد، في مجلس الوزراء ومن مجلسه العامر بإذن الله، إلى ضرورة التكاتف والتلاحم، إلى أهمية التنسيق العربي في مواجهة التحديات، وإلى حتمية مواجهة التطرف والنزول إلى صوت العقل، وتحكيم ضمير الأمة. إن المنطقة تمر بمنعطف خطير، وحكمة رئيس الوزراء تتجلى دائماً في المواقف الصعبة، في المفترقات الخطرة، لذلك فإن سموه لم يؤجل عمل اليوم إلى الغد، رغم أن ذلك من حقه، وأصر على البدء فوراً في التعاطي مع قضايا شعبه، ومع هواجس أمته، خطر الإرهاب، الأزمة الخليجية، الوضع في سوريا وواقع الحال في لبنان، جميعها مسائل لا تخفي على أحد، وجميعها قضايا لا تحتمل الرف الكسول؛ لكي توضع عليه إلى حين، لذا فإن الأب الرئيس من خلال منابره المباركة تحدث باستفاضة عن وضع أمته، عن دور الإقليم، عن أزمات بنيه، وعن حكماء قيادييه، ثم عن نبراس المجتمع الواحد وضرورة حماية الصف من الانشقاق والتقسيم والاستعانة بمن لا يمكن الوثوق بهم.

إنها ثقافة تاريخ متحرك من محطات الماضي، إلى فضاءات المستقبل، وفلسفة سياسه تقوم على تحكيم العقل قبل القلب أحياناً، وعلى توفير منصات الاحتكام للضمير قبل الاستسلام للاحتدام في معظم الأحيان.

هذا ما نحتاجه في هذه اللحظات بالذات، قيادة توجه، وشعوب تتقي الله في قادتها وأوطانها، قيادة تحكم وتراقب وتوفر أساسيات التعاطي، وأمة على قلب رجل واحد تصد المعتدي، وتحمي المهتدي، وترد الصاع صاعين. لقد تمنى رئيس الوزراء في مجلسه العامر الأخير على بلاده وأمته أن تخرج بسلام من عنق زجاجة المرحلة، أن تمر بسلاسة من المنعطف الضيق إلى الفضاء الفسيح للأمن والاستقرار، إلى الوعي الرشيد الرافض للعنف والإرهاب، ثم إلى السجية المؤمن بها أهل البحرين وقاداته في مواجهة الأزمات، ووضع اليد في اليد مع الأشقاء والأصدقاء، بدلاً من وضع اليد على الزناد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية