العدد 3310
الإثنين 06 نوفمبر 2017
banner
مجلس الرئيس... خليفة الإنسان
الإثنين 06 نوفمبر 2017

الاقتصاد والبشر وجهان لعملة واحدة، الوجه الأول يتناغم مع الرعاية المباشرة للمواطن، والآخر ينضوي تحت مظلة المناخ الملائم لإقامة مجتمع الاستقرار والنماء.

رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان حفظه الله ورعاه، بما حباه الله من قدرات خاصة، وفضائل وخصال وطنية خالصة وخلال أسبوع واحد، تمكّن من تحقيق المعادلة الصعبة، عند أحد أطرافها تكمن تلك المتابعة الحثيثة لشؤون مواطن تعرض لحادث أليم في الولايات المتحدة الأميركية، وعلى الطرف الآخر تتجسّد الرعاية الكريمة من لدن سموه لمؤتمر “استثمر في البحرين”، الاقتصاد والملمح الإنساني خطان متوازيان لضبط آليات الحركة في المجتمع، فالإنسان هو الهدف النهائي للتنمية والاستثمار، ومتابعة شؤونه وشجونه هو الضمانة لتوفير الأمان والطمأنينة له سواء داخل البحرين أم خارجها، سلامته في حد ذاتها من سلامة الوطن، واستقراره الاقتصادي وأمنه المعيشي من أمن واستقرار الوطن، كل لا يتجزأ، فارس مغوار يعرف كيف يقود مسيرة أمته بالحكمة المطلوبة والرعاية الفائقة.

نحن ندرك مشاغل ومسؤوليات الأب الرئيس، ونعرف كم هي الأعباء الملقاة على عاتق سموه لكننا ندرك في الوقت ذاته أنه على البعد من الوطن قلب الرئيس معلقًا به، وعلى المدى الأبعد من حدوده المحروسة يستطيع متابعة كل شاردة وواردة، عينان في الرأس المشغول كالمنارتين المنطلقين في أعماق المحيط لحراسة السفن المسافرة، روحان في جسد أمران متلازمان، عندما يصبح الرئيس في حالة اتحاد مع مشكلات وطنه، ومع قضايا أمته.

السفر أو طيب الإقامة في أرض أخرى لا تقصي الكبار عن أوطانهم، ولا تشغل بالهم عن هموم شعوبهم، “وطن لو شغلت بالخلد عنه، لنازعتني إليه في الخلد نفسي”، هنا يصبح للشوق مذاقه الرنان في صوت الرئيس عندما يعود بحفظ الله ورعايته إلى دياره سالمًا غانمًا بإذن الله، ولأنه “على قدر أهل العزم تأتي العزائم”، المتنبي في خلوته الأبدية كان يعرف أن قادة وحكماء سوف يأتون إلى هذه البقعة من الكون كي يشدون من أزر بلادهم، يقودون مسارات السفن وهي تكافح الرياح العاتية من أجل أن يصبح للعزيمة دورها في تكوين إرادة جمعية للمواطنين يستطيعون من خلالها بذل الغالي والنفيس من أجل صون أمتهم من كل شر وكل مكروه.

“استثمر في البحرين” يعني استثمارًا في الإنسان، والبحث عن راحته ولو كان بعيدًا عن الأهل والأقارب، لذلك فإن الشاعر عندما قرّر الخوض في المضمارين فإنه لم يرسم بالكلمات إلا ما يستحقه حكيمنا الأمير فإليه أسوق هذه الأبيات:

طوبي لمن يصنع الأوطان بانيها

نال العلا عزمه في أعاليها

نهوى خليفة وليس بعده هوىً

يذود عن بلاده الله يحميها

فأنت ملهمها ومعضدها

وأنت بيت العدل قاضيها

رسالة الأوطان إليك نبعثها

زمردٌ طاغٍ، وعذاري ترويها

نسبت إلينا كل مناقبك

ونسبنا إليك أفراحنا فيها

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية