العدد 3260
الأحد 17 سبتمبر 2017
banner
مجلس الرئيس... العام والخاص وما بينهما
الأحد 17 سبتمبر 2017

دعم القطاع الخاص، كان عنوانًا كبيرًا لمجلس الرئيس يوم الأحد الماضي، كان كلمة السر وراء توجيهات الرئيس، حيث رجال الأعمال وقد احتلوا بجدارة مركز دائرة الاهتمام بعد أن اتضح جليًّا أن القطاع الخاص لابد وأن يلعب دورًا رائدًا إلى جانب الحكومة في عملية التنمية بمفهومها الشامل وتجلياتها المتداخلة. الحكومة برئاسة الأمير الوالد خليفة بن سلمان حفظه الله ورعاه يقرأ في التاريخ ما يساعد على صناعة المستقبل، ويرى في المستقبل مرآة صافية لبصمة التاريخ. في كلتا النظرتين رؤى ثاقبة، وفي كلا الزمنين خطى متصلة، ولحمة لا تقبل القسمة على أرقام.   

في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي كان المشهود من مواقف للرئيس الوالد يصب باتجاه الدعم اللامحدود للقطاع الخاص، توفير مختلف السبل له كي ينافس بكفاءة وجدارة على مستوى المنطقة.

سموه يؤمن أن حرية الاقتصاد تعني منح مزيد من الفرص للقطاع الخاص في النشاط التنموي، تعني مزيدًا من المساهمة في المشاريع الاستراتيجية التي تندرج تحت مظلة الخطط الاقتصادية للدولة قصيرة كانت أم طويلة الأجل، إنها في جميع الأحوال حرية حركة أكبر لرجال الأعمال ومسؤوليات تنموية أعمق في جميع الاتجاهات، وهي في ذات الوقت رفيق طريق وفي للدولة لتنفيذ المشاريع الطليعية وقيادة الخطط الانتقائية، وتصويب المسارات التنموية.

“العام” و”الخاص” وجهان لعملة واحدة، لا غنى لبعضهما عن بعض، ولا منافسة بين بعضهما البعض، لا عند إرساء المشاريع، ولا في قيادة نشاط أو قطاع، التكامل الذي هو سمة العلاقة بين الطرفين، والتعاون الذي هو المختبر المكين لأدوات الإنتاج، يأتي بمثابة الدفتين عندما تقودان السفينة الجامحة نحو سواحل أكثر أمنًا، إن الأمة تحتاج لكل أبنائها، هكذا يؤمن الرئيس الوالد، وهكذا يشدّد في خطابه الأبوي لنا في كل لقاء، سموه يقود القطاعين بكل كفاءة واقتدار نحو هدف واحد، ويوجّه البوصلة المحايدة حتى يرسو الوطن على ضفة أجمل باستمرار. لسوء الحظ لم أتمكن من المشاركة في مجلس الرئيس الأسبوع الماضي حيث كنت خارج الديار، رغم ذلك تابعت بشغف كل ما يدور داخل المجلس المهيب، وسألت نفسي: ماذا قال الوالد الأغر لأبنائه الأعزاء؟ إلى أين ذهبت إشارات سموه وفي أي اتجاه استقرت المعاني الخالدات؟ جميعها أسئلة لم أستطع الإجابة عليها، رغم ذلك تابعت الأخبار وقرأت عن الدعم اللامحدود لرجال الأعمال من لدن سموه وتوجيهاته السديدة للوزراء من أجل تحقيق تعاون اللحظة لمواجهة تحديات المرحلة وأية مرحلة.

إن القطاع الخاص مطالب في هذا الوقت بالذات وأكثر من أي وقت مضى بتحمل مسؤولياته، واكتساب مفاهيم جديدة في إدارة منشآته بحيث يكون معيار الكفاءة والإنتاجية هو السباق دائمًا في مضمار التفوق والتراتبية التنموية، بعد تفاقم المديونيات وتراجع العائدات من القنوات السيادية التقليدية، وحسب قراءتي المتواضعة للمشهد الاقتصادي، يحرص سمو الرئيس على التواصل مع أبنائه رجال الأعمال، يشد من أزرهم ويقدم لهم النصح والتوجيه من أجل وطن متصالح مع نفسه وشعب متصالح مع وطنه، حيث إن المملكة أمام فرصة تخارج تاريخية من النفق الاقتصادي المتمادي، ومن الأفق التنموي المتعالي، لعلنا نبلغ مع الحالة أشدها ومع التوجيه السامي منتهاه.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية