العدد 3101
الثلاثاء 11 أبريل 2017
banner
ستبقى مصر بمساجدها وكنائسها قوية شامخة
الثلاثاء 11 أبريل 2017

الأغبياء فقط هم من يحلمون بإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء في مصر الحبيبة، مصر العروبة والعظمة والبساطة، ونخص بالذكر أصحاب صيحات التكفير والجاهلية الذين نفذوا عملهم الإرهابي الجبان الذي استهدف كنيسة مار جرجس في مدينة طنطا شمال القاهرة والكنيسة المرقسية في الإسكندرية، حيث أسفر الهجومان عن سقوط عشرات الضحايا والمصابين. 

إن ما آلت إليه سياسة تفجير الكنائس في مصر وغيرها من الدول ليس وليد اعتبارات ظرفية، بل هو نهج ثابت في عقول الرجعيين الذين يرفعون سلاح التكفير وكل أدوات القتل والإرهاب خدمة لما يطلقون عليه المصلحة العليا، فأحد هؤلاء عاد من بؤر الإرهاب وقال في مقابلة لمجلة القاهرة عام 1994 (كان يقال لنا إننا لا نعيش في مجتمع إسلامي، وإن هذا المجتمع وجب على المسلمين تغيره، وبناء على ذلك وجب عليهم أن يأخذوا الأموال من أيدي المشركين لكي نستعين بها على طاعة الله... كنت أجد في سلوكيات قائدنا انحلالا، وأنا مقتنع تماما بأن كل من على الساحة الذين يزعمون الإسلام، إما يسمون أنفسهم الجماعة الإسلامية وليسوا على دين وخلق، أو كالشوقيين وهم مجموعة من اللصوص والحرامية أو كجماعات التكفير مجموعة من المنحلين أخلاقيا).

مشكلة هؤلاء سواء كانوا دواعش أو من الإخوان وبقية المتلاحمين معهم أنهم يتصورون أنهم يحققون تقدما سريعا نتيجة القيام بمثل هذه الأعمال الإرهابية الخسيسة، ولكنهم لا يعرفون أن هذه الجرائم تزيد من مكانة وقوة الشعوب ومختلف الطوائف والأديان وتزيد أيضا من مبادئ التعايش، خصوصا في مصر العروبة التي عرف مجتمعها منذ فجر التاريخ بنبذ بذور الكراهية والتعصب ولا تجد في قاموس أي مواطن مصري مهما كان مفاهيم عنصرية. هذه الآيديولوجية المنحرفة جزء من تيار رجعي بائد يظهر بين حين وآخر وسوف ينهار بلا أدنى شك لأنه أعوج وبعيد تماما عن القيم والمبادئ الإنسانية وستبقى مصر بمساجدها وكنائسها قوية شامخة يجب أن يراها الكل، آمنة وحنونة حنان الأم والمحبة فيها بين كل الطوائف متدفقة كالإعصار. لن تنالوا من مصر أيها الأقزام المحنطون وإرهابكم إلى زوال أمام طوفان المحبة والتلاحم والتعاضد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .