عام يختفي كالأعوام السابقة، وعام يأتي، ويتغير الرقم من 2016م إلى 2017م، عام يأتي بإطلالة جديدة، يحمل للبشر فرصا لحياة جديدة وأشياء أخرى تكون مُخبئة في عالم الغيب. عامٌ جديد نتفاءل الخير منه كثيرًا ونتمنى فيه الكثير من النجاحات وتحقيق الإنجازات، عام انتهى أعطانا ما هو مكتوب لنا، ووهبنا فرصا كثيرة لإحداث التغيير الذي أردناه، ولكننا أضعنا جزءًا من تلك الفرص أو لم نعرف استخدامها. عام مضى فيه نجحنا في تحقيق بعض الأمور وقد تعثرنا في الأخرى، فيه فرحنا كثيرًا وحزنا لبعض الوقت، وقد حققنا العدل لأنفسنا فيما جرى علينا من قدر تلك الأيام والساعات. إنه العام الذي مضى بما أعطانا وأخذ منا، سواء أعطانا كثيرًا أو قليلاً، أو أخذ منا مثل ذلك.

ليس من العدل أن نلقي اللوم على 2016م بكل ما لم نستطع أن نحققه، وإذا كان هذا العام قد ذهب فإن عام 2017م أتى، فجدد حياتك وضع خططك، وبنيتك الصافية وهمتك العالية بإذن الله سترتقي لتحقق ما فاتك من العام السابق.

ونحن نستقبل عام 2017م لا ننسى فضل أيام 2016م علينا، فمازلنا والحمد لله بصحة وعافية، وبلادنا آمنة ولدينا قيادة رشيدة ترعانا، فلنحمد الله على كل شيء فالقليل لدينا كثير، وما ينقصنا اليوم سيأتينا في الغد بعد التوكل على الله واستمداد الخير منه. لنطوي أيام 2016م شاكرين، غير معاتبين ولا غاضبين، لتكن أعذبها فرحًا وأمرها عبرة لنا، نستلهم من مرارتها إصرارنا على تجاوز مُرها لتكون لنا في هذا العام سُكرًا، ونجاةً من الطريق الخطأ، ومعرفة بالمسار الصحيح. ولنتذكر جيدًا أن الأيام التي ذهبت والتي ستأتي في حياتنا جزءٌ منا ومن حياتنا، ومن سنوات عُمرنا الفانية.

أهلاً بعام 2017م، ليكون بداية لعهد وحياة جديدة، مليئة بالعمل والإنجاز لنا ولشعبنا، ولتحقيق المكاسب الأكثر لبلادنا التي أعطتنا الكثير والتي تستحق منا الأكثر. كل عام والبحرين وقيادتها وشعبها بألف خير.