كثير من دول وشعوب العالم تتمنى العيش في الخليج؛ للاستقرار الموجود، وللكعكة الاقتصادية، ولطهاة السياسة البارعين في المطبخ السياسي.
حكامنا لهم نظرة حكيمة في قراءة البلورة السحرية للمستقبل، ووضع المقياس الحراري في قياس حرارة جسم خريطة المنطقة، براغماتية واضحة مع واقعية مقاتلة.
لا تستهويهم عضلات عنترة، ولا شوارب شمشون الجبار التي استأجرتها إيران أو كوبا أو كوريا الشمالية أو غيرهم من التاريخ.
موازنات الخليج تنعكس على نمط العيش الخليجي، وعلى سحر المشاريع الاقتصادية، وبناء بنية تحتية، في حين كل الدولة الثورية أصحاب الشعارات الراقصة على جراح “بارانويا” الشعوب هربت أموالها في أكياس ثورية إما في غسيل مادي أو ((لاندري)) ثقافي، وغسيل الثقافة هو الأخطر، كشعارات الحقبة الشيوعية والقومية والبعثية، والآن الإسلاموية المسكونة بعقدة القفص والانتفاخ الآيديولوجي.
قادة الخليج هم حكماء المنطقة، بقيت سياستهم كما هي ولسنين طوال، لم يستهوهم لعب دور ((البطل الأوحد)) أو ((الزعيم المحرر)) أو قائد الضرورة المخلص.
هذه تركوها لشخصيات باعوا الأحلام، وصنعوا الكوارث والنكبات لشعوبهم، حيث اكتشفت حتى الشعوب أن الخطابات الثورية تمنحك الحلم البلاستيكي الرومانسي الجميل، لكنها لا توفر خبزا، ولا تصنع حديقة فرح، أو تنتهي بك إلى ((زومبي)) حزن على شكل صالة فرح.
هذا الخليج الجميل هو أسطورة وجود، كطائر العنقاء، لكنه وجود وقد تتقلب الأسطورة على شروطها وتبقي حقيقة، كل الإمكانات متوفرة للتحدي في صناعة واقع خليجي، متين في ثقافته، ناهض في اقتصاده، زاحف في عمرانه، غير متوتر لأي حدث سياسي مصطنع في الإقليم المشتعل.
الحصانة الثقافية ضرورية لعدم تسلل أي ضباع إرهابية من أي صنف أو فصيلة مع ضرورة تشذيب الخطابات الدينية التي تعتاش على مستنقعات الطائفية، وطحالب الفكر.
كما ونحتاج كدول خليجية إلى إستراتيجية ثقافية للثلاثين السنة القادمة وإلى توزيع فلتر للإصلاح الديني.
كخليجيين نتطلع بزوغ أمل جديد من القمة الخليجية المنعقدة بالمنامة لان تكون هناك بادرة إعلان عن تشكل اتحاد خليجي يكون بمثابة ((المضاد الحيوي)) لأي مكروب حرب ينتشر في جسد الخريطة العربية أو الخليجية.